أتمنّى أنْ يضع اتحاد اليد حارس منتخبنا الوطني السابق لكرة اليد ونادي النجمة العميد محمد أحمد ضمن أبرز الخيارات المتوافرة؛ لتولي مهمّة الإشراف الفني على المنتخب الوطني الأوّل في الفترة، وشخصيا أرى أنّ العميد يعتبرخيارا طيبا في الفترة المقبلة، فالعميد يتمتع بخبرة واسعة في مجال الحراسة اكتسبها من خلال مشاركاته الطويلة مع المنتخبات الوطنية بالإضافة إلى ناديه خلال السنوات الماضية، واقتراحي بأن يكون العميد مشرفا فنيا على حراسة مرمى منتخبنا الوطني بالإضافة إلى بقيّة المنتخبات (الناشئين والشباب)، ووجود العميد ضمن تشكيلة الجهاز الفني للمنتخبات الوطنية أقل تكريما له بعد سنوات العطاء، وأرى بأن العميد قادر على أثبات كفاءته مدربا كما أثبت كفاءته لاعبا.

ما بني في سنين يُهدم الآنَ!

لقد عاشت كرة اليد البحرينية أياما جميلة خلال السبع سنوات الماضية، بدليل النتائج التي تحققت لأوّل مرّة في تاريخها، بدأ بالوصول إلى نهائي البطولة العربية في الأردن، مرورا بتحقيق المركز الرابع في البطولة الآسيوية بالصين، وأخيرا الوصول الذي لم يتحقق إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان في تلك المباراة الشهيرة التي لا تزال عالقة في أذهان أبناء هذا الوطن الطيّب العاشقين له، وكلّ ذلك جاء نتيجة واقعية للدعم المادي والمعنوي الذي حصل عليه لاعبو المنتخب من قبل المسئولين عن الرياضة في البحرين ولا يمكن لأحد أنْ ينكر ذلك.

وما تحقق في السنوات الماضية جاء بجهود ذاتية لأبناء هذا الوطن الذين لم يقصّروا في خدمته من باب الواجب تجاهه لا غير، وأكرر بأن ما تحقق بأقدام أهل هذا البلد وليس بأقدام أحد غيرهم وفي ظل ضعف البنية التحتية وصلنا إلى ما وصلنا إليه، فالأجدر أنْ يكون توجه المسئولين في المستقبل تجاه تأمين هذا المنتخب وتدعيمه بالمواهب الشابة من المنتخب الأولمبي بالإضافة إلى منتخب الشباب، هذه هي دورة حياة المنتخبات المنطقية، لا أنْ نأتي بالغريب؛ ليدافع عن ألوان وطننا الحبيب، وهل أبناء الوطن عاجزون عن الدفاع عنه حتى يؤتى بالمجنسين؟! لا أظن ذلك.

وما يحدث في منتخبنا الوطني الأوّل اليوم أشبه بـ «سرطان الدم» الذي يبدأ في منطقة ما في الجسم، ثم ينتشر وينتشر حتى يعطل أعضاء الإنسان واحدا تلو الآخر ثم يقضي عليه وينفيه من الحياة إلاّ إذا لاقى العلاج المناسب وأحيانا لو لقي ذلك فإنّ الفناء النهاية، ما حدث في منتخبنا هكذا، والأعضاء الرئيسية فيه تعطلت واحدا بعد الآخر، بالأمس طلال يوسف ومازلت مقتنعا بأنه قادر على العطاء، وتبعه حسين علي، وأخيرا علاء حبيل، ويا ترى مَنْ في الطريق؟!، ما يحدث في المنتخب بحاجة إلى وقفة جادة وبحاجة من المسئولين أنْ يراجعوا مواقفهم وقناعاتهم جيّدا قبل أنْ يهدم المنتخب الذي لم شمل الجماهير مرات ومرات، فهل نجد إذن صاغية؟! أم تكون سلسلة الاعتزالات هذه فرصة لتجنيس المزيد والزج بهم في المنتخب ؟! وفي المقابل، فإن سؤلا يطرح نفسه، هل الابتعاد هو الحل الأمثل ؟! أعتقد لا، التحليق مع السرب أفضل بكثير من الرحيل وترك الحبل على الغارب؟! أعتقد لا بأي حال من الأحوال!

آخر الكلام

يقول المثل الشعبي السائد « مَنْ جدّ وجد ومَنْ زرع حصد «... الحصاد في أيّ عمل بحاجة إلى بذل جهد بدني وذهني وقد يكون ماديا للوصول إلى مرحلة الحصاد... ولا يمكن للمتقوقع في قوقعته أنْ يحصد... ولا يمكن له إلا أنْ يعد الطعام بعد أكل التمر... وإذا كان ذلك متقوقعا كما ذكرت دون حصاد... فهل يعيب هذا مَنْ يعمل حصاده؟!