اتسعت الهوة بين مداخيل العائلات الأميركية السوداء والبيضاء وفق ما أظهرته دراسة تضمنت 2300 عائلة على مدى أكثر من 30 عاما. وتقول الدراسة، التي نشرها موقع الـ «سي إن إن» العربية، إن دخل العائلات السوداء والبيضاء على حد سواء، ارتفع خلال العقود الثلاثة الماضية نظرا إلى انضمام المزيد من النساء إلى القوى العاملة، إلا أن الزيادة العظمى كانت من نصيب البيض.
ويشير البحث إلى أن التباين في المداخيل مرده عامل وحيد، هو: تراجع دخل الرجال السود خلال العقود الثلاثة، مقارنة بالتضخم، وتوازن هذا التدني بدخول المزيد من النساء السود إلى سوق العمل. وفي المقابل، حافظ دخل الرجل الأبيض عند معدلاته فيما ارتفع دخل النساء البيض إلى 5 أضعاف.
وتعكس هذه الدراسة التي تتحدث عن وضع السود في الولايات المتحدة صورة عن الحال السيئة التي يمر بها الاقتصاد الأميركي، فعلى رغم انتعاش وتيرة الاقتصاد الأميركي مع توافر فرص عمل جيدة في العام 2006، فإن عدد الأميركيين الذين يرزحون تحت خط الفقر ارتفع إلى 37 مليون شخص، أعلى بـ 1,1 مليون نسمة من المسجلين في العام 2003، وفق بيانات رسمية كُشف عنها حديثا.
وقال مركز الإحصاءات الوطني إن الارتفاع في هذه المعدلات يحدث للسنة الرابعة، فيما أشارت البيانات إلى أن مداخيل الأسر بقيت على حالها، وارتفع عدد الأفراد غير المضمونين صحيّا بمعدل 800 ألف شخص ليبلغ 45,8 مليون.
وقال مدير في المركز الوطني لإدارة الفقر في جامعة ميتشيغان، شيلدون دانزينغر: «تفاجأت بالأرقام، اعتقدت أن الأمور في تحسن». الغريب في الأمر أن الإدارة الأميركية وعلى رغم شعورها بالإحباط من هذه البيانات، قالت إنها لم تتفاجأ بالأرقام. وقالت الناطقة باسم وزارة التجارة الأميركية إي. أر. أندرسون إن البيانات تعكس ما ساد في الثمانينات والتسعينات إذ بلغ أعداد العاطلين عن العمل مستويات عالية انعكست بالتالي على ارتفاع معدلات الفقراء.
هذا، وعلى رغم من كون الولايات المتحدة أغنى دولة في العالم، فإن معدل الفقر بها هو الأعلى في البلاد المتقدمة، وإن أكبر المشكلات خطورة في أميركا هي الفقر والجوع والتشرد، فدخل الفرد العادي في أميركا شهد انخفاضا حادّا، ما سبب زيادة في معدلات الفقر.
وأشار مكتب إحصاء السكان إلى ارتفاع معدلات الفقر، من 12,5 في المئة في العام 2003 إلى 12,7 في المئة العام 2004، ما يعني أن هناك مواطنا أميركيّا من بين كل ثمانية، يعيش تحت مستوى الفقر.
وأظهرت إحصاءات وزارة العدل الأميركي للعام 2005 ان السود أصبحوا يشكلون 13 في المئة من السكان في الولايات المتحدة فقط، بيد أنهم يشكلون 49 في المئة من ضحايا جرائم القتل في هذا البلد.
واظهر تقرير مكتب الإحصاءات القضائية أن 16500 شخص وقعوا ضحية جرائم قتل خلال العام 2005 هم 13 الف رجل و3500 امرأة بينهم ثمانية آلاف من السود تقريبا (52 في المئة من الرجال و 35 في المئة من النساء).
وعلى رغم تراجع كبير في معدل جرائم القتل في تسعينات القرن الماضي واستقرار هذا المعدل منذ العام 2000 فان نسبة الضحايا السود بقيت مستقرة وفق احصاءات مكتب التحقيقات الفيدرالي؛ فالسود كانوا يشكلون 48,3 في المئة من ضحايا جرائم القتل في 1995 و 47,8 في المئة في العام 2000.
وفي العام 2005 كان نصف (51 في المئة) من الضحايا السود في سن تتراوح بين 17 و29 عاما في مقابل اكثر من الثلث (37 في المئة) من البيض، فضلا عن ذلك فان اكثر من نصف (53 في المئة) السود قتلوا في مدن يزيد عدد سكانها على 250 ألفا في مقابل الثلث (33 في المئة) للبيض.
ولعل معاناة السود في الولايات المتحدة الأميركية تعود الى البدايات التأسيسية لهذا العالم الجديد، فقد استقدموا بداية ومنذ مطلع القرن الثامن عشر، من البلدان الافريقية، ليعملوا في خدمة الانجليز البيض الأوائل، في مزارع فرجينيا، في زراعة وتصنيع التبغ خصوصا، وفي مزارع الجنوب بشكل أخص.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1895 - الثلثاء 13 نوفمبر 2007م الموافق 03 ذي القعدة 1428هـ