ربما يكون الكثيرون ممن حصلوا على زيادة في أجورهم نادمين بعدما كانوا بما أوتوا فرحين، فالأموال التي أتت للفقير من الباب طارت من الشباك... هذا هو واقع حال المواطن البحريني.
أصبح من المألوف جدا وأنت تلف أسواق البحرين أن ترى تلك الأوراق البيضاء المعلقة على واجهات المحال الزجاجية تنبئك بخبر لا على البال ولا على الخاطر... إنها الزيادة في الأسعار.
المطاعم تحينت الفرصة ولست هنا أرمي الاتهامات، ولكن هل من المعقول أن يرتفع سعر «سندويتش» من 150 فلسا إلى 250 فلسا بقدرة قادر؟! وغيرها الكثير من المواد، وخصوصا الغذائية.
نعلم جيدا أن البحرين تشهد نسب تضخم غير مسبوقة قد تصل إلى عشرة في المئة، ولكننا لا نعتقد أنه من العدل أن تطرأ على بعض المنتجات التي لم تتغير أسعار موادها الأساسية ولا أسعار الإيجارات المصاحبة لها تغييرات كبيرة في الأسعار... الأمر يحتاج إلى تحقيق.
عندما يمس الغلاء المجحف قوت الفقراء فاعلم أن أمرا عظيما قد حصل، أسعار الخبز لم ترتفع ولا الكهرباء ولا اللحم المدعوم ولا الغاز، لماذا إذن ترتفع أسعار «الكافتيريات»؟!
نحتاج الآن إلى وقفة جدية مع غلاء الأسعار غير المبرر، كما وقفت الإمارات قبل أعوام ضد المتلاعبين في الأسعار حين أوقفت الحكومة المتلاعبين عند حدهم. نقر بوجود زيادة مبررة في الأسعار، لكن الكثير من الزيادات الحاصلة لا تستند إلى سبب منطقي.
مجلس النواب تحدث كثيرا عن منح كوبونات لدعم المواطن البحريني، وتقديم الدعم للمنتجات الغذائية، لكننا نرى أن هذا الحديث انقطع وكأنما كان زوبعة في فنجان، وصفحة أخرى تطوى من نقاشات المجلس العقيمة.
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 1893 - الأحد 11 نوفمبر 2007م الموافق 01 ذي القعدة 1428هـ