ليسمح لي الأخوة والأخوات المعلمين والمعلمات وكذلك المسئولين بوزارة التربية والتعليم أن أشير إلى أن السلسلة التي نشرت هنا في الأسابيع الماضية تحت عنوان: «المعلمون والمعلمات... المنقذون والمنقذات»، لم تهدف إطلاقا إلى إثارة «المشكلات» أو تأجيج الوضع! ولو كان الأمر كذلك، فسيكون كل ما تكتبه الصحافة من نقد تحت طائلة التحريض، وهذا ليس صحيحا.
لكن الغاية، هي إيصال وجهة نظر الكاتب مستندة إلى قراءة للمشكلة، ولم نهمل تعقيبات العاملين في قطاع التعليم، باعتبار أنه حال من التواصل، وسأقدم هنا بعض الردود التي وردت أخيرا:
- هذا التعقيب ورد من «ضائعة» قالت فيه: «أشكرك على على هذه اللفتة الكريمة للفئة المنسية وأوافقك فيما جئت به، وتعليقي هنا تحديدا على هذه الجملة: (ارتباطا بالنقطة السابقة، انتشرت مقولة إن «الكثير من المعلمين والمعلمات ليسوا أهلا للمهنة»، لذلك، فإن مستوى التعليم (دراسيا) ومستوى التوجيه (أخلاقيا)، وأريد القول أن من تتحدث عنهم هم العلة اللي اشترتها الوزارة من حر مالها! فهناك شريحة كبيرة من المدرسين أجبروا على العمل مدرسين على رغم عدم امتلاكهم لمؤهل التربية بسبب عقد الابتعاث الذي ألغي قبل بضعة أشهر... الوزارة تبتعث الطلاب في مختلف التخصصات وعندما يتخرجون لا تجد لهم سوى وظيفة مدرس مهما كان اختصاصه... فالوظائف الإدارية في الوزارة شاغرة لفئة معينة... حتى وإن ألغي القرار لا يستطيع هؤلاء المدرسون تقديم استقالاتهم على الفور بعد أن ضاعت منهم فرص عدة، فهل سيجدون وظيفة أخرى بين لحظة وضحاها؟!».
- من معلمة تعاني من التمييز الطائفي كتبت تقول: «لن يكون هناك إصلاح للتعليم إلا بعد مكافحة الفساد في وزارة التربية والتعليم! فهناك مسئولون طائفيون وعنصريون، وأصبحت الوظائف تعطى للأهل والأصدقاء والأحباب».
- من مدرس محايد، كتب يقول: «لا ضير في الاعتراف بأن هناك مشكلات كثيرة تعاني منها وزارة التربية والتعليم، وهي وزارة كبيرة والله يكون في عون وزيرها! لكن من المهم القول إن سلبية بعض إدارات المدارس وعدم رغبتها الجادة في تقديم حلول لتلك المشكلات تضاعف من حجم المشكلات، والقول إن المسئولين لا يتجاوبون مع ما تطرحه الإدارات من تقارير بالنسبة إلى المشكلات القائمة صحيح، إلا أن هذا يجب ألا يكون سببا للتوقف... لابد من مواصلة المشوار لحين الوصول إلى حل».
وبعد، سيكون هناك كلام كثير يطول ويطول بشأن أوضاع المعلمين والمعلمات، لأنهم - كما قلت - المنقذون وهم الذين يستطيعون تشكيل صورة المستقبل للأجيال القادمة، فلا أحد يتمنى استمرار حال الإنتاج المتدني في العمل، والسلبية في الحياة العامة، والتضارب في المفاهيم بدءا من المواطنة، انتهاء عند الحقوق والواجبات.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1892 - السبت 10 نوفمبر 2007م الموافق 29 شوال 1428هـ