يعتقد الكثير ممن يعيش مرحلة بداية الشباب وتحديدا طلبة المرحلتين الجامعية والثانوية أن كل شيء يؤخذ ويفعل بالقوة، متناسين أن هذا الأسلوب أصبح قديما جدا، وأن زمنه ولّى من دون رجعة. زمن القوة واستعراض العضلات وأخذ كل شيء بالضرب والتخويف تمثّل أمامنا في أجيال الخمسينات والستينات وأيضا السبعينات، فكنا نرى تلك النماذج يجسدها رشدي أباظة وأحمد رمزي وفريد شوقي وغيرهم من الممثلين الذين بيّنوا لمن لم يعش ذلك الزمان بتمكن تلك الصورة. وعلى رغم انتشار تلك النماذج في وقت سابق فإننا في الوقت نفسه لا نستطيع تجاهل نسبة من الشباب من يعارضون التعامل بأساليب العنف. أما الآن فيمكنني أن أطلق على من يقوم بتلك التصرفات «شخصية ساذجة»، فنحن نعيش في زمن لا يحتاج إلى القوة بقدر ما هو بحاجة إلى استخدام العقل، وذلك ما أثبته «خادم الإسلام» عندما تقدم ببلاغ كاذب عن وجود متفجرة أو قنبلة في جامعة البحرين، وقبله في جامعة خاصة، كما شهد العام الدراسي الماضي الموقف نفسه في مدارسَ حكومية وخاصة؛ ما يعني أن الموضوع بحاجة إلى توعية تلك الفئة. الطلبة بحاجة إلى من يذكرهم أن البلاغات الكاذبة لا تزيد قلوب الناس إلا ذعرا وخوفا، وأننا - إن تجاهلنا تأجيل الامتحانات - لن نستطيع أن نتجاهل الألم والخوف اللذين قد يعرضان صاحبهما لأزمات صحية غير متوقعة يقابلها بلاغ كاذب!