بينما يتصارع العالم كل في جبهة سياسية أو اقتصادية، يقبع الوطن العربي الإسلامي الكبير في جبهة التفتّت والحروب التي مازالت تزيدنا تخلفا بينما العالم بأسره يتقدم.
ففي الخليج العربي -الدول الأغنى عربيا- تصيبنا كل النوائب الأميركية وتعود علينا كل الخسائر التي تلمّ بالدول المجاورة التي تتأثر بحروب وصراعات واشنطن. فها نحن نتحمل وزر الحرب التي لم تحدث بعد بين إيران والولايات المتحدة، إذ إنها الآن على مرأى من العالم، فإن حدثت فسنقع نحن في شركها، إذ إن الجمهورية الإسلامية ستوجه صواريخها نحو القواعد الأميركية في بلدانا، ومن ثمة ستغلق حلقة الوصل البحرية الوحيدة مع العالم لغالبية دولنا الخليجية (مضيق هرمز).
أما ما يحدث في العراق من كفة ولبنان وفلسطين، فهذا همّ آخر نأخذه على عاتقنا، فبعد حرب العراق تحمل الكثير من الدول عبء النازحين وفي مقدمتها سورية -التي ساهمت أيضا في احتضان الهاربين من حروب لبنان الأخيرة ومجازر فلسطين- بينما شاركتها دول أخرى في جزء بسيط من المشكلة.
وتكمن المعضلة الأساسية التي جرتنا ولاتزال تجرنا إلى الهاوية، في تبعيتنا لمن يعتبرون أنفسهم أسياد العالم وذوي السامية، فلو أننا اعتمدنا على أنفسنا كدول عربية إسلامية لتمكنا من تجاوز القدرات الاقتصادية والعسكرية للاتحاد الأوروبي وأميركا. كل ما نحتاجه هو تحرر من عبودية الغرب، وتوافق تكافلي ذاتي يجمعنا لنشكل اتحادا عربيا إسلاميا يضمّنا كجناح جبرائيل (ع)، الذي بإمكانه أن يضم العالم بأسره.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1889 - الأربعاء 07 نوفمبر 2007م الموافق 26 شوال 1428هـ