لا أخال أن تلك البطون الخاوية سيصل إليها شيء من السعر الجديد لبرميل النفط الذي بلغ 100 دولار، فلا أخال أن ذلك الفقير المعدم الذي قضى 60 عاما وهو يزرع الأرض أو يصطاد سمكا، حتى عاملا في أي مكان سيصل إليه شيء من ذلك، فلا الأرض التي تربى فيها وزرعها ومن ثم تحولت بقدرة قادر إلى ملك شخص آخر ستعود إليه، ولا فائض الموازنة سيكون له، حتى الأموال التي شفطت سيتم إرجاعها إلى خزينة الدولة كي يستفيد منها.

ولكني أخال أن بطونا شبعت وأصبحت مملوءة حتى البطر من أموال النفط والأراضي ستزداد ثراء وقصورا وقوة للاستيلاء على أراضي الفقراء، كما أن تلك الدولارات الفائضة لن تجعل ديوان الخدمة المدنية قادرا على توظيف المواطنين في الوزارات، بل إنها ستعطيه القدرة أكثر على الإعلان في الصحف العربية والآسيوية حتى الغربية عن وجود وظائفَ شاغرة في وزارات الدولة المختلفة لوظائفَ ينتظر مواطنون في المشروع الوطني للتوظيف الحصول عليها، على حين صاحب الحق في زيادة أسعار النفط يحمل شهادته متنقلا بين وزارة وأخرى علّه يجد من يقول له «تعال داوم»!

كل ما أطلبه من تلك الوزارات أن تستحي قليلا وتلتزم الصمت بدلا من أن ترد بردود تشغل أوقات موظفيها بدل أن تستفيد من عملهم في أمور أكثر صدقية من تلك الردود الركيكة التبريرية البعيدة عن الواقع، ولديّ سؤال أطرحه: هل تبعث الوزارات شواغرها إلى وزارة العمل وخصوصا أن الأخيرة لديها 2000 جامعي على الانتظار وغيرهم قبل أن تعلن هذه الوظائف؟