العدد 1886 - الأحد 04 نوفمبر 2007م الموافق 23 شوال 1428هـ

منتدى المستقبل ما مصيره؟ (2-2)

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

سيعقد منتدى المستقبل دورته الرابعة في صنعاء، عاصمة الجمهورية اليمنية في الفترة ما بين 3 و4 ديسمبر/ كانون الأول 2007، وسيسبقه المنتدى الموازي في الفترة 1-2 ديسمبر 2007 في عدن، الميناء اليمني المشهور وعاصمة اليمن الديمقراطي سابقا.

ترأس ألمانيا الدورة الرابعة الممتدة من ديسمبر 2006 حتى ديسمبر 2007 بينما تتولى اليمن استضافة الدورة الرابعة وبالتالي فهي الرئيسي المشارك ومن أجل التحضير للدورة الرابعة فقد جرى تنظيم اجتماع في برلين يومي 22 و23 أكتوبر/ تشرين الأول 2007، ضم ممثلي الدول الأعضاء في منتدى المستقبل وتضم دول ما يعرف بالشرق الأوسط الواسع وشمال إفريقيا (أي الدول العربية ودول غرب آسيا) والدول الثماني الكبرى، وخلانا للاجتماع التحضيري خلال العام الماضي في موسكو، فقد دعي لاجتماع برلين ممثلون عن المجتمع المدني من عدد من البلدان العربية والمنظمات الغربية المساندة مثل لاسلام بلا عدالة.

نواصل في هذه الحلقة وقائع اجتماع برلين...

المحور الثاني: تمكين المرأة

قدم مدير المركز التركي للدراسات الاقتصادية والاجتماعية (TESEV) التركي منصور اجن عرضا بالجهود التي قدمها المركز لتمكين المرأة من خلال دعمه لمنظمات المجتمع المدني إقليميا تحت مظلة الحوار لدعم الديمقراطي (DAD) إذ أن مركز تيسيف هو مؤسسة فكرية مستقلة تعمل لتعزيز الديمقراطي وإيجاد حلول للعقبات التي تواجهها في تركيا.

أيد منصور ما طرحه سعد الدين من اعتماد ميثاق هلسنكي كمرجعية لمنتدى المستقبل وطرح عددا من النقاط أهمها:

- أن الديمقراطية مرتبطة بالأمن الداخلي والإقليمي إذ إن عدم الاستقرار حجة الأنظمة في استبعاد الخيار الديمقراطي.

- يجب الاعتراف بالمصاعب والتمييز التي تعاني منها المرأة من قبل جميع الأطراف وفي كل المنتديات، وأمل أن تعرض لنا لميس ناصر ( المعقبة) بعض تفاصيلها.

- أن ما سأعرضه هو بعض الجهود التي قمنا بها أو شاركنا في تشخيص وبلورة هذه المشكلات ومساعدة المنظمات الأهلية وخصوصا المنظمات السياسية لاكتساب الخبرة والمعرفة لمواجهتها.

- نظم المركز بالتعاون مع وزارة الخارجية التركية منتدى لمنظمات المجتمع المدني خلال عامي 2005 و2006 في اسطنبول، وتبع ذلك اجتماع لممثلي الحكومات في أنقرة.

- نظم المركز ورشتي عمل كل من الأردن والجزائر.

ويمكننا الاستنتاج من خلال مجمل النقاشات في هذه المنتديات والورش ما يأتي:

1. أن هناك تمييزا وعنفا وتهميشا للمرأة في منطقتنا على أساس النوع الاجتماعي ويتوجب سد الفجوة بين الرجل والمرأة.

2. ضرورة القيام بإصلاحات تشريعية وإدارية لتمكين المرأة من حقوقها أسوة بالرجل وحصولها على الموارد وتأمين حق الملكية للمرأة.

3. اتخاذ إجراءات تمييز إيجابية مؤقتة لصالح المرأة لرفع الحيف عنها.

4. مراجعة مناهج التعليم في جميع المراحل حيث أنها تكرس صورة نمطية سلبية عن المرأة.

5. خلق مفهوم أفضل للدين والسياسات والتقاليد الاجتماعية والثقافية تجاه المرأة بما يؤدي إلى تصحيح هذه المفاهيم والممارسات الخاطئة.

6. تأمين مشاركة كاملة ومتساوية للمرأة في الأجهزة الحكومية والسياسية والاقتصادية وفي تسيير الدولة والمجتمع.

7. تعزيز المؤسسات الوطنية والإقليمية المناط بها بناء قدرات المرأة وخصوصا مؤسسات المجتمع المدني لحماية حقوق المرأة.

8. وضع قاعدة معلومات وطنية عملية وافية في كل بلد لمسح أوضاع المرأة وتشخيصها لتكون منطلقا في وضع الحلول للمشكلات التي تواجهها المرأة ويواجهها المجتمع.

- ودعت الورقة إلى تصديق جميع دول المنطقة على اتفاق مناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة.

- كما دعت إلى توفير الالتزام والإرادة السياسية لدى دول المنطقة لتحويل هذه المطالب إلى واقع حي.

- واقترحت الورقة إقامة مؤسسة إقليمية للنوع الاجتماعي على غرار المعهد الأوروبي للنوع الاجتماعي تقوم بجمع المعلومات والإحصاءات وتقوم بتعميمها وأن تشكل شبكة للمنظمات النسائية الأهلية وراصدا لمدى تنفيذ الدول الأعضاء لاتفاق مناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW).

وقد أيدت منتديات اسطنبول وأنقرة وصنعاء قيام هذه المؤسسة كما أيدتها بعض الدول المعنية.

- ودعا منصور الاجتماع ومنتدى المستقبل والمنتدى الموازي إلى دعم هذا المقترح واعتماده رسميا.

وفي ختام ورقته حذر منصور من التذرع بالزمن وتوخي الحذر والنصح بالصبر في التعاطي مع قضايا المرأة لأنه حسب قوله، قد فاتنا الكثير من الزمن، والأوضاع سيئة جدا وإنصاف المرأة وتمكينها يشكل دفعة قوية من دونه لن يتحقق إصلاح أو تحول ديمقراطي أو تنمية.

وقد عقب منسق منتدى المستقبل بوزارة الخارجية التركية، اورهان على ورقة الدكتور منصور ومن ابرز ما جاء في ورقته:

- أن تركيا تدعم بقوة جهود الدول الثماني في دعم الإصلاح في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كشريك ديمقراطي في المنطقة.

- أن تركيا إلى جانب إيطاليا واليمن تتبنى برنامج الحوار لدعم الديمقراطية (DAD) لإشاعة ثقافة الحوار والأبحاث بالديمقراطية كمجموعة من القيم العالمية تشمل حكم القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية والشفافية والمساواة بين الجنسين.

- أنه لا يمكن التعاون ودعم هذه الجهود إلا بتوافر الإرادة لدى الدول ذاتها وتعاون الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في كل بلد.

- بمثل منتدى المستقبل انطلاقة جديدة للمنطقة للتعاون فيما بينها لصالحها جمعيا، وبرنامج الحوار لدعم الديمقراطية (DAD) هو عنصر مهم في مشروع منتدى المستقبل.

- أن الدول الثلاث تركيا وإيطاليا واليمن تدعم برنامج الحوار لدعم الديمقراطية من خلال مؤسسات أهلية لأنها الأقدر والأفضل في التعامل مع منظمات المجتمع المدني في المنطقة وفي هذا الصدد فإن مؤسسة تيسيف (TESEV) قد قامت بدور ممتاز وبناء في هذا الصدد وقد أيد السفير مقترح إقامة مؤسسة إقليمية للنوع الاجتماعي.

قضايا ساخنة عن المرأة

تبع تقديم ورقة منصور وتعقيب السفير اورهان نقاش خصب عن قضايا المرأة.

الملاحظة هنا وفي خطوة جميلة فقد قدمت مصر ورقة بعنوان « تعزيز مكانة المرأة في مصر» وقدم السفير المغربي المدير العام لوزارة الخارجية المغربية يوسف العمراني، ورقة بعنوان « تمكين المرأة في المغرب».

أما لميس ناصر فقد قدمت ورقة بعنوان «تمكين المرأة عربيا» كتعقيب على ورقة منصور استندت لميس إلى تقارير التنمية الإنسانية الأربعة الصادرة عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة إذ عرضت لأوضاع المرأة العربية المشخصة.

وأيدت لميس إنشاء معهد إقليمي للنوع الاجتماعي. حسب ما جاء في اقتراح منصور اجن سارع عدد من سفراء الدول العربية إلى عرض إنجازات بلدانهم في مجال تقدم المرأة وتطورها، والإجراءات الحاسمة لمنع التمييز ضدها وتمكينها وصيانة حقوقها. ولا شك أنه يسهل انتقاء نماذج ناجحة للمرأة في أي بلد عربي، لكن هذه النماذج لا تعكس واقع غالبية النساء وعادة ما تكون هذه المناصب الرسمية شرفية أو شكلية.

من ناحيتهم فقد عرض مندوبو منظمات المجتمع المدني وقائع راسخة تدحض هذه الادعات ويكفي القول إن تمثيل المرأة في المناصب القيادية في الدولة والسلطة التشريعية والسلطة القضائية هي دونها في عدد من الدول الإفريقية الأكثر فقرا وتخلفا.

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 1886 - الأحد 04 نوفمبر 2007م الموافق 23 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً