العدد 1886 - الأحد 04 نوفمبر 2007م الموافق 23 شوال 1428هـ

حوار المنامة مجددا

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

ما بين حوار المنامة في نسخته الثالثة العام الماضي وحوار المنامة الرابع الذي تستضيفه البحرين مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأوّل المقبل، عام من الترتيبات المتصاعدة نحو إعلان حرب جديدة أو الخروج بتسوية سياسية، ستكون بالتأكيد ذات دلالات مهمة على صعيد تغيير معادلة الأمن الإقليمي في منطقة الخليج العربي.

الذي لم يتغيّر ما بين الدورتين هو أنّ لا جديد في تحديد الخيارات السياسية، وأنّ النزوح والتبشير والاستعداد نحو الخيار العسكري يبدو أقرب رغم التصريحات المتتالية من دول المنطقة المحذرة من أنّ هذه الحرب - إنْ وقعت - ستكون في مستوى تداعياتها أخطر على شعوب المنطقة وأنظمتها، وأدق. كان آخر هذه التصريحات، لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي أكد أن هذه الحرب تعني: إطلاق ثور هائج في محل للأواني الفخارية. والظاهر أننا نحن (دول الخليج) من سنلعب دور الفخار المكسور.

خلاصة الأوراق التي قدّمت من قبل الخبراء والمختصين وكبار المسئولين خلال حوار المنامة 3 كانت في مجملها عبارة عن تباشير حرب جديدة، ومن المنتظر أنْ تستمر وتيرة التباشير هذه في الدورة القادمة، يأتي ذلك قبالة خيار آخر، لا يبدو أيّ طرف من الأطراف مهتما به، خصوصا أنّ أحدا من دول هذه المنطقة أو أنظمتها لم يسعَ بصدق، تجنيب شعوب الخليج كافة حربا جديدة تأكل ما تبقى من اليابس، بعد الأخضر الذي فقدناه.

إنّ الاستمرار في وتيرة الانزياح نحو خيار الحرب على إيران هو انتحار بطيء للمنطقة، بدأت دلالات هذا الانتحار بعد فشل التجربة العراقية أميركيا من جهة، وبعد سلسلة الإخفاقات للدبلوماسية الإيرانية التصعيدية «النجادية»، من جهة أخرى.

ما بين فشل واشنطن في العراق وتخبّطات الدبلوماسية المعوقة في طهران، لا تجد شعوب هذه المنطقة بارقة أمل في إبقاء الخليج بالفعل آمنا للجميع، وهذا الأمن المهدد بالنار لا يجد أي مبادرة سياسية حقيقية من أيّ طرف من الأطراف المعنية، وهو ما يمكن إرجاعه للعديد من المتغيرات الإقليمية الجديدة، ليس أقلها الفرز الطائفي للمنطقة، وليس أكثره حاجة الآلة العسكرية الأميركية وما وراءها، للدوران من جديد في دورة اقتصادية جديدة توفر ما تحتاج إليه قوائم أعداد العاطلين الأميركيين عن العمل.

لا بدّ أنْ يعي مركز الدراسات الاستراتيجية (لندن) ضرورة تدعيم أعمال المؤتمر القادم بأوراق تتحدث عن السلام، وعما يقدمه السلام لنا من فرص نمو ورقي للجميع وأن لا يكتفي حصرا بتوضيح خطوط المعركة، فأمن الخليج من منظور السلام قد يحمل لجميع الأطراف ذلك المستوى من الطمأنينة التي تبحث عنها. خصوصا أنّ قدماء الصين قد أخبرونا أنّ الحرب ليست سوى الطريق الوعر للظفر بالسلام والطمأنينة.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1886 - الأحد 04 نوفمبر 2007م الموافق 23 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً