هو سؤال نمطي لا يتجدد أبدا في بلادنا، ولربما راود الآلاف من الناس قبلي، ولكنه لم يفارقني طوال عطلة نهاية الأسبوع الماضي! ولا أدري صراحة لماذا اشتريت “وجع الدماغ” هكذا بلا مقدمات ولا هدف! ولكني خاطبت نفسي قائلا: “يا رجل، هذا دليل على أنه لا يزال لديك إحساس. احمد ربك”!
ولكن ما السؤال؟ سأطرحه على نفسي وعلى الملأ، في نهاية هذه الأسطر، ولكن قبل ذلك أود لو تمكنت من أن أمهد له بمقامات تجدونها هنا:
- حدثنا الراوي ابن أبي البحرين الأصلي... فقال: ما الذي يجري بين صحبي وأهلي؟ وما الذي ألمّ بالحكومة والمعارضة في الترحال والحل... بين شد وجذب في ملفات وقضايا بعضها بسيط وبعضها يستعصي على الحل؟ وكيف تمضي السنون والوقعة مستمرة في وادٍ وسهل... حتى شاب لها رأس الشاب وانتظر بسببها موته الكهل؟ وما كان من الراوي إلا أن صمت عن الكلام المباح؛ لأنه طلب العافية فاستراح.
- حدثنا الراوي أبوالاعتصام السلمي، فقال: سأجمع صحبي ورفاقي وأبناء عمي وسنطرق كل أبواب العدالة بحثا عن أنصار في وجه الظلم. وسنرفع كل الرايات حين يشتد الحر ويحل البرد وتهب السرايات، ونتلو من أجل النصر الأذكار والآيات. وما مات من طالب بحقه حتى لو صبره مات!
- حدثتنا حديقة السلمانية عن أيام جميلة مضت دونما رجعة بين فلانه وفلتانيه، إذ كان الناس في مودة ورخاء بلا طائفية ولا تمييز ولا مهاترات برلمانية، حتى ألمت بها الحسرة، وزاد من عذابها بعدُ الأمل في الصلاح بعد خراب البصرة، وقالت: يا ويلتي على أبناء الديرة قد سقطوا في حفرة، فيا ليتها ترجع أيام الناس في البلد قبل النفط والطفرة. فبكت وبكت حتى طاحت صفرة!
- حدثتنا أمينة بنت الصريح، عمّا كانت تظن أنه الطريق الصحيح... بعد أن وجدت بين السنة والشيعة من يقول إنه الذابح ومن يقول إنه الذبيح، فأوصت جارتها صابرة، بأن النتيجة الى بلاء صائرة، فالكل يدعي أنه على الوطن حريص، وصار الناس بين وطني رائد وصاحب ولاء رخيص، وبين من يملك الفن في حب الوطن، وبين من يثير الأحقاد والضلال والكفر والفتن، فما كان من أمينة بنت الصريح إلا أن كتبت وصيتها وتمنت أن يبنى لها بعد موتها ضريح، حتى يصبح مزارا للمؤمن والكافر، والبر والفاجر، وتباع فيه الولاءات بالتذاكر.
- حدثنا وحدثنا وحدثنا... صاحب بيانات صحافية هنا، وناشر كرامات هناك، ولبيب يفهم بالإشارة، أن ما يحدث لن يجر إلا الخسارة، وليس أمامي الا أن اطرح سؤالي الذي اخبرتكم عنه منذ البداية يا كرام: ترى، متى ستنتهي معاناتنا اليومية، من السياسة الى القضايا الاجتماعية؟ ومتى يصبح الوطن للكل والكل للوطن؟
ترى صدقوني بنروح ملح!
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1885 - السبت 03 نوفمبر 2007م الموافق 22 شوال 1428هـ