اعتبر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أمس الأول (الخميس) أن نظيره الأميركي جورج بوش صالح لـ “مستشفى المجانين”، في تعليقات على تصريحات الأخير بـ “ضرورة” أن يحصل الاتحاد الأوروبي على الدرع المضاد للصواريخ بسرعة. وقال تشافيز عبر بث تلفزيوني: “هذه المرة يهدد الرئيس الأميركي بحرب عالمية ثالثة ولكن مع أسلحة ذرية. إنه صالح لمستشفى المجانين، أظن أنه اقترب كثيرا من مستشفى المجانين”.
من المثير للسخرية أن يكون تشافيز على حق، على رغم أن عامة الناس والمتابعين لـ “العواصف الدولية” قد يعتبرونه البطل في إحدى المسرحيات الفكاهية السياسية التي لم تعد تؤثر فينا. ولكن من المؤسف أن تكون كل الآذان غير مصغية لما يقوله تشافيز، فكثيرا ما كنا نسمع منه انتقادات مضحكة تحمل في طياتها حقائقَ مبكية. لذلك فمن الغباء تجاهل مثل هذه الحقائق ولو لم تعجبنا.
فلو أمعنا النظر لبرهة في النوايا البارزة لبوش، لوجدنا أنه النقيض لما يمثله تشافيز من أفكار، حتى ما يحاول الرئيس الفنزويلي الوصول إليه من إنجازات. ولو قارنا تصريحاتهما لوجدنا أنفسنا أمام مفترق طرق أحدهما طريق الطمع وحب السيطرة العمياء على العالم ونهايته التهلكة، والآخر طريق أمة تسعى إلى بناء دولة من دون ضغوط دولية أو سياسات مبرمجة تتبعها. من هنا علينا أن نختار بين السعي في طريق تشافيز في البحث عن الطريقة المثلى لبناء أممٍ محررة من بيروقراطية الدول العظمى، أو نبقى نضحك لما نسمعه من شخص اختار طريق السخرية للتعبير عن الواقع الأليم.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1877 - الجمعة 26 أكتوبر 2007م الموافق 14 شوال 1428هـ