كنت أول من بدأ سلسلة من الأعمدة ضد ما أنتجته الدراما البحرينية في شهر رمضان الفائت، وما زلت أحتفظ بالأراء ذاتها، فما قدمته الشاشة البحرينية كان في مستوى الكارثة ما خلا القليل منها. وعلى رغم الكثير من الإشكاليات التي تعصف بالدراما البحرينية على مستوى التأليف والإمكانات وتقنيات الإنتاج إلا أن ذلك كله لا يعني أن نمسح على الرؤوس بكلمات التشجيع الفارغة، فإنتاجنا التلفزي - في مستوى الإمكانات نفسها - كان في الأعوام الماضية أكثر احتراما للمشاهدين وأكثر نضوجا وقوة.
خلفية هذا النقد الذي سأسميه بالنقد «الحاد» و«المبرر» هي الحرض على هذا الإنتاج البحريني من أن يتراجع في مستوياته، ذلك أن المشاهد هو جزء من عملية الإنتاج والتطور، وكان للصحافة أن تقوم بدروها المناط عليها وهو محاسبة القائمين على ذلك من دون مجاملة، أو تصفيق «مغشوش»، أو مقالات فارغة على شاكلة محتوى بيانات العلاقات العامة.
النقد «اللاذع» الذي بدأته، تبعته إلتقاطات أخرى ومتابعات عدة، ليست إمتدادا لما بدأته بالضرورة لكن البعض منها خرج عن حدود «النقد» إلى حدود أخرى، أستطيع إعتبارها «غير مقبولة»، فالتجريح الشخصي مرفوض أياَ يكن. كما أن سيل الاتهامات الشخصية والإسقاطات المتعمدة لما فيه «الإساءة المباشرة» هو انحراف من حدود العملية النقدية إلى حدود أخرى لا يقبل بها أحد.
الذي كان لا بد من الحفاظ عليه، هو الإبقاء على مساحة معتبرة بين «النقد» و«التجريح»، ولم نكن نعني من وراء النقد أن نجرح بالشخصيات بالقدر الذي حدث من قبل بعض الزملاء الصحافيين. وأعتقد أن «فورة» الغضب مما تم عرضه في رمضان قد أدت لخطأ مماثل من بعض النقاد، وهو التجريح الشخصي المباشر، وعلينا الإعتراف بذلك.
جميعنا يتحمل مسئولية هذا الخطأ الجسيم، نحن الصحافيون، بما نكتبه من مبالغات في تمجيد المبتدئين وصولا إلى صناعة حالات مرضية من الغرور والعلو. تتحمل وزارة الإعلام بسماحها لإنتاج «ضعيف» أن يرى النور المسئولية أيضا، وأخيرا، الفنانون والفنانات الذين اعتقدوا بخرافية قدراتهم يتحملون المسئولية أيضا. جميعنا كان شريكا في الأخطاء. ولا عذر لأحد.
الذي نختم به هذه الموضوعة في ألوان الوسط، هو أننا نقف مع النقد وإن كان حادا، لكننا نرفض التجريح الشخصي، ونؤكد أننا كنا نسعى لتقويم لحظات الضعف، لا قتلها
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1877 - الجمعة 26 أكتوبر 2007م الموافق 14 شوال 1428هـ