العدد 1873 - الإثنين 22 أكتوبر 2007م الموافق 10 شوال 1428هـ

نواب للشعب لا الطائفة

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد أن قضى نوابنا الأفاضل قرابة الأشهر الخمسة في بيات صيفي يحسدهم عليه دببة القطب الشمالي من بعد أداء ضعيف لم يحققوا خلاله شيئا يذكر خلال دور الانعقاد الأول, استهلوا دور الانعقاد الثاني بشتم وتخوين وتهديد بعضهم بعضا؛ ليثبتوا لناخبيهم أنهم مازالوا قادرين على إضاعة وقت المجلس بما لا ينفع وشغل عامة الناس بتوافه الأمور حتى نهاية الفصل التشريعي.

ففي خلال أسبوع واحد فقط من بدء دور الانعقاد الثاني نعت أحد النواب زميله بـ “مربي الدجاج”، على حين رد عليه الآخر بالتشكيك في انتمائه إلى البحرين وتعييره بأصوله الإيرانية من خلال إصراره على تسميته “غلوم” ونصح الكتلة التي ينتمي إليها هذا العضو بتعليم أعضائها “أصول الأخلاق والآداب العامة” في حواراتهم مع أعضاء الكتل الأخرى وزملائهم النواب, وهدد نائبٌ آخرُ بانفجار طائفي في مدينة حمد ردا على قيام مجموعة من الأهالي بمعية نائبين بالدفاع عن حقهم في تشييد مسجد لأداء الصلاة والتعبد فيه, فيما اتهم عدد من الأعضاء زملاءهم بالعمل على تقويض دعائم الاقتصاد الوطني من خلال دفاعهم عن إحدى التلميذات التي تم سجنها لمجرد أنها قامت بتوزيع عدد من أوراق اللعب الشبيهة بالعشرين دينارا.

المشكلة لا تنحصر في تبادل الشتائم والتخوين؛ ما يعطي انطباعا أن دور الانعقاد الثاني سيشهد المزيد من المعارك الكلامية التي قد تصل إلى معاركَ بالأيدي كما حدث مع النواب السابقين, ولكن المشكلة الأكبر ما يفوح من هذه المناكفات والتصريحات من نَفَسٍ طائفي بغيض وددنا لو أنه لم يصدر عن نواب الشعب الذين يفترض منهم تقريب طوائف الشعب وفئاته بدلا من تزعمهم بوادر الفتنة والتمترس خلف أسوار الطائفة سواء أكان ذلك للدفاع عن أبناء جلدتهم أم الهجوم على النواب الآخرين فحتى الآن لم نسمع عن أي نائب تبنّى قضية تخص أبناء منطقة غير منطقته أو طائفة غير طائفته.

إن تقسيم المواطنين إلى شيعة معارضة وسنة موالية ليس من صالح أحد وإن المزايدة على وطنية الناس وانتماءاتهم ليست ضمن عمل نواب الشعب الذين انتُخِبوا ليمثلوا جميع المواطنين وليس تمثيل طائفتهم فقط.

إن كنتم تعلمون أنكم في المجلس لا يمكنكم أن تقدموا إلى الناس ما وعدتم به خلال حملاتكم الانتخابية من حل لمشكلة السكن والقضاء على الفقر والبطالة ومراقبة عمل الحكومة وسنّ التشريعات والقوانين التي تحفظ للمواطنين حقوقهم فليس أقل من أن تعملوا على نبذ الخلافات الطائفية وإعادة اللحمة الوطنية إلى ما كانت عليه في السابق من خلال ممارستكم العملية, ولَعُمْري إن ذلك سيكون أكبر ما يمكن أن يحسب لكم وسيكون في أول إنجازاتكم.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 1873 - الإثنين 22 أكتوبر 2007م الموافق 10 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً