يبدو أن حكومتي الهند والفلبين تريدان أن تدعما جهود البحرين في جعل البحريني الخيار المفضل للتوظيف، حين حددتا أجورا لعمالتهما المهاجرة إلى البحرين ودول الخليج! فالبحرين ترى أن رفع كلفة العامل الأجنبي ستجعل البحريني الخيار المفضل، على اعتبار أن صاحب العمل سيوظف من هو أقل كلفة له... ربما تكون هذه النظرة صحيحة نظريا، ولكن إلى أي مدى يمكن تطبيقها؟
ربما الكثير منا، وخصوصا المسئولين، يفتقرون إلى النظرة القريبة إلى العمال البحرينيين، فالحديث عن العمال من المكاتب ليس تماما الحديث عنهم من قرب موقع عملهم وملامسة ظروفهم. أحد العمال في شركة تجارة معروفة يحكي قصته مع الشركة قائلا إنه يجبر على العمل لساعات إضافية في المساء، لمدد تصل إلى 12 و13 ساعة يوميا، يعمل خلالها على سواقة السيارة إلى مواقع العمل، لكن واقع عمله ليس كما يبدو، فهذا العامل محاسب بدفع قيمة تصليح السيارة كاملة إذا ما تعرض لحادث، على رغم أن جميع سيارات الشركة مؤمنة تأمينا شاملا، وعلى رغم أن أنظمة جميع الشركات تقضي بدفع مبلغ نقدي ثابت يبلغ 50 دينارا في أكثر الأحيان، عند تسبب العامل في حادث بسيارة الشركة، كما أن العامل مجبر على مساعدة العمال الذين ينقلهم إلى مواقع العمل في أعمال ليست مدرجة ضمن الأعمال المكلفين بها.
وحين توجه صاحبنا إلى الشركة ليشكو الحال، قالوا له «عاجبنك اشتغل مو عاجبنك فنش»! لا أدري ما إذا كان المسئولون يعلمون عن حالات الابتزاز هذه، المنافية لكل قوانين العمل، وحتى الأخلاق، في شركات معروفة لا يتصور المرأ أن حقوق العامل تهان فيها بهذه الطريقة. ربما يرد المسئولون بالطلب من هذا العامل بتقديم بلاغ إلى وزارة العمل أو الجهات المعنية بهذا الانتهاك، والسؤال هو: هل العامل مستعد لفقدان عمله والانضمام إلى صفوق العاطلين؟! أحيانا يكون الكلام سهلا، على الأقل لمن هم لا يشعرون بوضع العامل.
خلاصة القول، إن الهند والفلبين احترمتا بشكل كامل عملائهما، ولن تخفضا أجورهم لكي يصبحوا الخيار المفضل، وعلى رغم أن الكثير من العمال الأجانب هم من غير المهره، تراهم يحصلون على فرص وظيفية لا يحصل عليها البحريني! لا ننكر أن هناك بعض العمال الذين لا يملكون الثقافة المهنية يسيئون إلى سمعة العامل البحريني، ولكن لا يمكن أن ننكر أن هناك دورا للشركات ورجال الأعمال يجب عليهم أن يلعبوه لتوظيف البحرينيين، وأعتقد أن شركات مثل «ألبا» و»بابكو» اللتين تعجان بالبحرينيين وتحتضنانهم، شركات تدار بمهنية عالية، أعتقد أنها مثال يكفي لأن نقول إن البحريني يجب أن يحظى بالفرصة والتقدير في الأجور وظروف العمل والمميزات، لكي يعطي الكثير، ومن دون ذلك ماذا عساه أن يفعل؟
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 1872 - الأحد 21 أكتوبر 2007م الموافق 09 شوال 1428هـ