وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول (الخميس) انتقادا عنيفا للسياسات الأميركية في العراق وإيران. وقارن بين العراق وروسيا التي تتعرض لأطماع بسبب احتياطيها الكبير من النفط، مشددا على أن روسيا لديها ما يكفي من القوة والوسائل للدفاع عن نفسها.
تشكل هذه التصريحات نواة تهكم تتجلى للعامة على الطمع اللامحدود لواشنطن، وتحذيرا واضحا للمشرعين الأميركيين ومن العبث بمصالح الدب الروسي الذي يرقد في سباته ساكنا بهدوء من تفكك الاتحاد السوفياتي. كما تحمل هذه التصريحات تهديدا مبطنا من المضي قدما في خطة تقويض قوة الصواريخ الروسية وذلك بالدرع الذي تنوي واشنطن - بدعم من ذنبها الجديد في قصر الإليزيه - زرعه في شرقي أوروبا بزعم مخاوف من الصواريخ البالستية الإيرانية والكورية الشمالية.
إضافة إلى ذلك حملت كلمات بوتين إشعارا بأن الحرب الباردة عادت من جديد وأن حرب التسلح بدأت تشتعل نيرانها برذاذ وشظايا الحرب على العراق والأطماع الأميركية المستمرة، إذ أكد الرئيس الروسي أن بلاده تعتزم تطوير وإنتاج سلاح نووي جديد تماما، وهذا ما قد يشكل نقطة تحول في نقاط القوة في العالم، وهذا ما يهدد واشنطن ويضعها في موقف ضعف عليها أن تتعود عليه.
بذلك يجتذب الدب الروسي كل الأتباع الذين يسّيرهم “الحمير” و”الفيلة” الأميركيون، لينضموا إلى حلف الصين وروسيا، في طريقهم إلى قلب ميزان القوى من الغرب إلى الشرق، فيما يقع الأميركيون في أفخاخ بنوها بأيديهم.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1870 - الجمعة 19 أكتوبر 2007م الموافق 07 شوال 1428هـ