من الطبيعي جدا أن تجد 11 فردا يعيشون في غرفة واحدة، يأكلون ويجلسون ويمضون طوال وقتهم فيها.
ولكن ما ليس طبيعيا هو أن هؤلاء الأفراد الأحد عشر ينامون في مكان واحد، في الوقت الذي تتراوح أعمارهم بين عام واحد وعشرين عاما. تلك الحالة وجدتها قبل يومين فقط عندما كنت متوجهة إلى أحد منازل الفقراء في البحرين، وكان في استقبالي إلى جانب رب الأسرة وزوجته أطفالهما التسعة، الذين من بينهم من عمرها 20 عاما، وآخر 17 عاما وغيرهما من المراهقين والأطفال، إلا أني لم أتوقع أن تنتظرني غرفة لزيارتها بدلا من منزل.
وما يثير الدهشة هو إصرار وزارة التنمية الاجتماعية على تجاهل طلب الأسرة نفسها الحصول على مساعدة اجتماعية على رغم تكرار توجه الأم إلى الوزارة، التي لو حصلوا عليها بالتأكيد فستساعدهم في إيجاد حل لوضعهم الحالي. نحن الآن لا نعيش إلا لحظات انتظار نأمل في ألا تمر إلا ونلقى ردا من «التنمية» على هؤلاء الفقراء الذين هم نموذج لحالات شتى كتبت «الوسط» عنها وأخرى لم تصل إليها حتى الآن. الجهات العليا في المملكة أيضا هي الأخرى مطالبة قبل أي وقت مضى بإيجاد مأوى لأية عائلة بحرينية مستحقة في حال لم تطبق عليها شروط وزارة الأشغال والإسكان، فالبحرين - على رغم صغر حجمها - تضم آلاف الفقراء الذين تجاوزت نسبتهم نصف عدد السكان، فإلى متى الانتظار؟
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 1868 - الأربعاء 17 أكتوبر 2007م الموافق 05 شوال 1428هـ