عدتم والعود أحمد... عدتم بعد مئة وخمسين يوما من الاستجمام والراحة والنقاهة، عدتم بعد نحو نصف عام غبتم فيه عن مقاعدكم التي سفا عليها غبار الفراق والبعد، عدتم بعد إجازة طويلة تساوت أيامها مع أيام عملكم في المجلس بالتمام والكمال فكان عملكم وإجازتكم يوما بيوم.

عدتم وفي جيب كل واحد منكم أكثر من 15 ألفا من الدنانير البحرينية تسلمتموها رواتب وعلاوات طوال خمسة شهور لم تستنشق فيها أنوفكم نسيم قبة البرلمان، ولم تطأ فيها أقدامكم عرينكم الذي اعتلى منه زئيركم مرتين فقط! مرة للمطالبة بثأر الحجر لا البشر، عندما اقترحتم تعويض ما أسميتموهم بالـ «متضررين» من انتفاضة التسعينات، ومرة أخرى عندما تآمرتم على بعضكم خشية استجواب وزير من الحكومة فكنتم حكوميين أكثر من الحكومة! فهببتم لنجدتها، ودببتم عن سمعتها، ناسين أو متناسين أنكم الرقباء عليها وعلى وزرائها!

عدتم ومازالت تدوي في آذانكم أصداء انتقادات ناخبيكم الحادة، واللاذعة، التي استمعتم لها خلال الشهور الخمسة التي ألقيتم فيها لامة البرلمان، واستعضتم عنها ببشوتكم التي زينتكم في «الغبقات» الرمضانية ومجالس الأعيان والأثرياء والوزراء وحسن أولئك رفيقا!

وأنتم تخطون خطواتكم الواسعة نحو مجلسكم مسرعين إليه سرعة الضوء! احذروا أن تدوسوا بخطواتكم المتلاحقة هذه انتقادات ناخبيكم، التي أسمعوكم إياها سرا وعلانية وإن كانت على غير ما تحبون، وأنتم تهرولون لمقاعدكم منقضين عليها انقضاض الصقر على فريسته، احذروا أن تفترسوا بمناقيركم الحادة بعضكم بعضا، فأنتم رقباء على الحكومة لا على أنفسكم.