غدا (الأربعاء) موعد افتتاح دور الانعقاد الثاني لمجلس النواب، وفيما تتأهب جميع الكتل البرلمانية لخوض هذا الانعقاد بمزيد من التفاؤل لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات، وتنشغل فيما بينها بتقسيم رئاسة اللجان محاصصة، تبقى الأنظار مسلطة على أداء كتلة «الوفاق» المرتقب، في ظل وضع لا تحسد عليه، أقل ما يقال عنه بأنه «محرج».

«الوفاق» التي يرى كثيرون أنها تعيش بين سندان التجاهل الحكومي ومطرقة الجماهير المحبطة، تحاول أن تلملم جهودها وتستعيد الثقة بنفسها مجددا، بعد عام كامل من الأداء المربك، بسبب الحمل المثقل بالملفات المعطلة الكثيرة من جهة ومحاصرة الكتل «المتعاطفة» حكوميا بأصواتها مجتمعة من جهة أخرى. فهي وإن دخلت دور الانعقاد الأول بخطة «معدة سلفا»، إلا أن المفاجآت المتتالية بدءا من حرمانها رئاسة البرلمان، جعلت مسارها التكتيكي ينحرف إلى ما لم تكن تود الوصول إليه.

كتلة بهذا الثقل والمسئولية، وإن كانت قليلة خبرة برلمانيا، عليها أن تدرك مدى خطورة الوضع، وبالتالي تفكر في خيارات بديلة، وخصوصا في أولوية الملفات المطروحة، بدلا من أن تستمر في التعامل مع الأمور بثقة زائدة. الصعوبة تكمن هذه المرة في تحديد نوع الخيارات التي ستلجأ إليها الكتلة، ومدى جدواها بعد أن استنفدت الكثير منها في الدور الأول. فهل تنجح «الوفاق» في تجاوز هذه المرحلة بعد استيعاب الدرس الأول ومعرفة بعض خفايا المناورة البرلمانية؟