العدد 1866 - الإثنين 15 أكتوبر 2007م الموافق 03 شوال 1428هـ

إدارات الغرف المغلقة

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

إدارات بعض الأندية في البحرين مازالت تعمل بطريقة الغرف المغلقة التي تحاك فيها المؤامرات والدسائس ويمنع فيها نقل أي خبر أو معلومة لأنها تخاف من الضوء الذي يكشف أمرها ويعريها أمام الرأي العام.

هذه العقلية في الإدارة تعتبر الجميع معاديا لها وكل خبر ينشر عنها أو عن فرقها أو لاعبيها تعتبره بمثابة الهجوم المطلوب مواجهته بعقلية عسكرية دكتاتورية.

هذه الإدارات تعتقد أنها تدير وحدة عسكرية وليس ناديا رياضيا، فكل الأمور بالنسبة إليها أسرار حربية لا يجب التطرق إليها أو نشرها وهذا قد ينطبق على بعض الاتحادات أيضا.

مثل هذه الطريقة في التفكير تنم عن ضيق الأفق وعدم القدرة على المواجهة والخوف من التصريح أو الظهور أمام الرأي العام، وهي مبنية على أخطاء متراكمة يصعب الخروج منها إلى مبدأ الشفافية الذي يعتبر قيمة حضارية عليا في التعامل مع الأشياء في الدول الديمقراطية والمتحضرة.

هناك تحولت الصحافة ووسائل الإعلام من خلال هذه القيمة إلى سلطة رابعة تراقب أداء السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية.

ولأجل ذلك كان للصحافة سلطة نشر مختلف الأخبار من دون رقيب داخلي أو خارجي ومن دون سلطة تحد من صلاحياتها باعتبار أن تدفق المعلومات متاح للجميع، ومعرفة الأمور وخفاياها حق للرأي العام ولا يجوز إخفاء شيء عن الناس التي تنتخب الحكومات وتسقطها.

وقد استثني من ذلك نشر الأخبار التي تمس بالأمن الوطني للبلاد أو التي يترتب عن كشفها مشكلات على مستوى الأمة ويتطلب إدارتها قدر كبير من السرية كالأسرار العسكرية وغيرها.

المستوى الذي وصلت إليه الدول المتقدمة من الشفافية جعلها قادرة على معالجة جميع الأمور بأريحية وبسهولة من دون إحداث أزمات كبيرة.

هذا المستوى من الشفافية في التعامل كفيل بتصحيح الكثير من الأمور في الأندية والاتحادات لأن انتهاج الشفافية يقلل الأخطاء في ظل محاسبة الرأي العام ويدفع إلى تحسين العمل وتطويره.

ولأن بعض الإدارات في الأندية والاتحادات تعودت على ارتكاب الأخطاء في الغرف المغلقة فهي غير قادرة على تقبل أي خبر وإن كان بسيطا فتجدها تعترض وتشتاط غضبا وكأن حدثا جللا قد حدث. فخبر بسيط قد يتحول إلى أزمة وإلى صراع لا نهاية له.

حديثا نشرت خبرا عن انتقال لاعب من أحد الأندية فاتصل أحد أعضاء هذا النادي مهددا ومتوعدا ومشككا مع أن الخبر صحيح والمفاوضات موجودة ولم ينفها هو نفسه. المشكلة أنه رفض الإفصاح حتى عن اسمه ويريد منا أن ننشر ردا نهاجم فيه ناديا آخر لأنه فاوض لاعبه!

كلام هذا الإداري ينم عن أن أزمة كبيرة جدا حدثت بسبب الخبر لأنه معتاد دائما على اتخاذ قراراته في غرفة مغلقة يرتكب فيها ما يريد من دون أن يعرف الرأي العام عنها شيئا، ونشر الخبر تسبب في وجود رأي عام متابع للقضية بشكل أربك حساباته.

هذه العقليات في الإدارة أشفق أن تكون في أنديتنا الوطنية لأنها تجعل من ابسط الأمور أزمات، وهي توقع نفسها وإداراتها في مشكلات لا نهاية لها.

الإدارات التي تعمل بصورة سليمة ومن دون تجاوزات أو ظلم لحقوق الآخرين لا تخاف أبدا من نشر أي خبر؛ لأنها قادرة على التعامل معه بمصداقيتها العالية، في حين أن الإدارات المتعودة على ارتكاب الأخطاء تحبذ دائما أن تدير جميع الأمور في غرفها المغلقة!

الشفافية في التعامل والسماح باطلاع الرأي العام على جميع الأمور هو أبسط الوسائل التي من الممكن أن نبدأ بها للتطوير الرياضي الذي لن يأتي من دون تطور العقليات العامة في أنديتنا!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1866 - الإثنين 15 أكتوبر 2007م الموافق 03 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً