يبدو أن الضجتين الإعلامية والسياسية اللتين تقوم بهما إدارة البيت الأبيض ضد البرنامج الإيراني النووي لم تعد تلقى مزيدا من الاستجابة لدى كثيرٍ من الدول المستقلة عن واشنطن في قراراتها، وأن الحجج التي تسوقها هذه الإدارة بلغت حدا لم يعد من الممكن تقبلها، بل تحولت إلى مزيد من الشك لدى تلك الدول بحيث تعتبر هذه الحجج كالأكاذيب والأوهام.
فها هي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تتفاجأ بـ «فكاهة» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اقترح مستهزئا على الولايات المتحدة نشر درعها المضاد للصواريخ «فوق القمر».
فرايس - التي يرافقها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس والتي أرادت استفتاح زيارتها المنطقة المرتقبة بالتعريج على موسكو - أبدت امتعاضها من هذا الاقتراح، فسعت إلى الرد عليه في اليوم الثاني عبر التقاء نشطاء في مجال حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية في موسكو لبحث الوضع في البلاد، ودعت إلى إقامة مؤسسات روسية «تحترم الحق في الحرية» وتحمي السكان من «الحكم التعسفي للدولة» في مسعى إلى التأثير على نتائج انتخابات الرئاسة التي ستجرى العام المقبل. ويبدو أن زيارة رايس لموسكو لم تحقق هدفها المنشود في تغيير الموقف الروسي إزاء إيران وقبول موسكو نشر 10 قواعد صواريخ اعتراض أميركية في بولندا وجمهورية التشيك بحجة التصدي للخطر الإيراني وصواريخها البعيدة المدى. وتأمل واشنطن في أن تضع قاعدة الاعتراض الأولى في حال التأهب القتالي الدائم حتى العام 2011 وإنجاز البقية في العام 2013.
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1864 - السبت 13 أكتوبر 2007م الموافق 01 شوال 1428هـ