في صباح أوّل يوم من أيام عيد الفكر السعيد، وبعد أن ودّعنا شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا، فكّرت بكتابة رسالة خاصة جدا، كنت عازمة على كتابتها منذ مطلع شهر رمضان، كانت كلماتها ومعانيها تعيش في ذهني بشكل دائم ومستمر وكانت هذه الكلمات تؤرقني وتقول لي: أما آن الأوان أنْ أبصر النور! أما آن لي أنْ أستريح وأشرك الآخرين في معاناتي!!، التي ربما يجدها البعض أمرا تافها.
رسالة في هذا اليوم السعيد للفنانة الكبيرة في عيون من أحب «قوت القلوب» وعاش معها ألمها لفراق الحبيب، أوّلا أقول لك عيدك كل عام وأنت بألف خير، ثم أبدا رسالتي: في مسلسل «عيون من زجاج» للمخرج محمد القفاص والكاتب أحمد الفردان، كان لك أيتها الفنانة الرائعة بدرية أحمد دورا رئيسي «جميلا»، بلا رائع ضمن عائلة تتقاذفها عواصف عاتية تكاد تكسر أشرعتها وتُطيح بها، وعلى رغم أدائك الرائع والممتع والمقنع، إلا أننا نفتقد بدرية الوجه البريء والجميل الذي غاب منذ زمن مع المسلسل البحريني «عيال بوجاسم»، الذي كانت بمثابة إطلالتك الأولى في دور أسرت به القلوب ودخلتها بغير استئذان... «عيال بو جاسم» ذهبوا على أمل العودة في جزء ثان منذ سنين عديدة.
انتظرنا جميعا عودة «عيال بوجاسم» ولم يعد، كما لم تعد بدرية الوجه النضر الخالي من المساحيق، ذلك الوجه الذي لامس براءتنا و داعب مراهقتنا البريئة.
مضت السنوات ووجه بدرية أحمد المُحبب يختفي شيئا فشيئا حتى كاد يتلاشى هذا العام في مسلسل «عيون من زجاج» مع، ومن دون شك الجمال مطلوب خصوصا في هذا المجال، والـ new look أيضا مطلوب ومشروع لكن هذه الأطنان من الـ make up ما الداعي لها خصوصا والحدث الدرامي يتصاعد منذ الحلقة الأولى، في حين تظهر علينا بدرية بمكياج سهرة كامل إن لم يكن مكياج عرايس، كل هذا الـshadow الظلال والرموش الصناعية والماسكرا الثقيلة وأطنان البودرة في مشاهد باكية وأحداث تعصف بالأسرة وتكاد تُطيح بسمعتها .
ومما يثير السخرية والتعجب حقا في الحلقة الأولى أو الثانية يخبرها زوجها بأن ترتدي ملابس سوداء؛ لأن واحدة من أفراد العائلة توفت والآخر في حالة خطرة، ويريدها أن تذهب معه إليهم في المستشفى، وهناك تُطل علينا بدرية وفي لحظة في قمة الدراما بذات المكياج الكامل والرموش الصناعية والظلال وفستان أسود آخر موضة عاري الأكتاف وعقد ذهب يطوق رقبتها!!؟ معقولة!!؟ إحدى بنات العائلة في ثلاجة المستشفى والآخر في العناية المُركّزة وهي تأتي بكل هذه الزينة باكية بمرارة ؟؟
بصدق... كلّه كوم وعقد الذهب كوم آخر، فالحدث لا يزال طازجا، وأي مخلوق في الدنيا يُدرك أنه في موقف كهذا لا يمكن أن يُفكر في الزينة مُطلقا، حتى وإنْ كانت لديه حالة مرضية من عدم الخروج إلا بعد وضع المكياج فلا يصل الأمر لوضع عقد ذهب تكملة للزينة!
الفن الحقيقي أيتها الجميلة بدرية ليس ثيابا فاخرة ولا إكسسوارات ولا مكياجا يُدّمر البشرة ويسارع بإتلافها. الفن الحقيقي إحساس متى ما كان صادقا طرق أبواب القلوب مباشرة وكسب محبتهم. عودي أيتها الجميلة إلى براءة «عيال بو جاسم»، ولا تغرك الأضواء ؛لأنها سريعة الانطفاء، وحتما ستجدين الضوء الذي لا ينطفئ في الداخل... في قلبك.
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1863 - الجمعة 12 أكتوبر 2007م الموافق 30 رمضان 1428هـ