العدد 1851 - الأحد 30 سبتمبر 2007م الموافق 18 رمضان 1428هـ

وزير الإعلام الجديد وقناتنا الرياضية

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

كما قلناها مرارا نقولها هذه المرة أيضا وسنكرر ما نقوله حتى نصل إلى العلاج المطلوب. ما قلناه هو أن الدور الإعلامي سواء كان مرئيا أو مسموعا أو مقروءا فهو في غاية الأهمية، ومتى ما تحصلنا على هذا الدور فمن المؤكد أننا سنصل إلى الغاية المنشودة. ولكن الوصول إلى الكمال الإعلامي يحتاج إلى إصلاح جذري من داخل هذه المؤسسة الإعلامية لا بالكلمات الصحافية أو التصريحات المختلفة للمسئولين في تلك المؤسسة.

قناة البحرين الرياضية كتب الكثير عنها، والكثير وجه سهامه إلى من يقودها، والكثير استهزأ بما يطرح فيها، والكثير قال كلمته بطريقة السخرية والطرافة، والكثير وقف موقف الضد وصار يصفها بالنعوت المختلفة، حتى بتنا من دون قناة حقيقية ونخجل أن نسميها قناة للرياضة.

هذا التأخر عن ركب الفضائيات الرياضية الأخرى له أسبابه ويجب الوقوف عندها بكل شجاعة وحل جميع المشكلات التي تعترض هذه المسيرة بكل جدية لا بالكلمات الوردية.

الوزير الإعلامي الجديد جهاد بوكمال والذي وعد بتغير الكثير في الجسم الإعلامي، نحن نناشده أن ينظر باهتمام بالغ لحال قناة البحرين الرياضية، ولا يجوز الصد عنها خصوصا ونحن نعيش في ثورة التقنية المتطورة والهائلة في المنطقة، ولابد من وضع اليد على الجرح لعلاجه، ولا يمكن ترك من يقود سفينة القناة يبحر لوحده في بحر المشكلات الواضحة من دون أن يستطيع أن يقدم العلاج، لأنه لا يمتلك القرار الحاسم في وضع الموازنة الخاصة لتسيير هذه القناة الرياضية.

نحن نضع آمال الرياضيين في المملكة على هذا الوزير في وضع استراتيجية جديدة تنتشل هذه القناة من الوحل وتوصلها إلى ما هو مرغوب فيها وما هو مطلوب تحقيقه، ولا نعتقد أننا بحاجة إلى إعجاز أو خطوات سحرية حتى يكون بإمكاننا الوصول إلى المستوى المقبول على أقل تقدير بالدرجات المتتالية.

إلى الوزير بوكمال نقول: هل من المعقول أن أشخاصا يعدون على الأصابع فقط هم من يسيرون القناة وسط إمكانات محدودة جدا من الأجهزة والآليات الخاصة التي تسير عمل القناة، ولذلك تقع في المحظور عندما يكون هناك أكثر من نشاط رياضي في معظم الاتحادات الرياضية عبر مسابقاتها المختلفة، فتعجز القناة عن نقل احد الأنشطة مباشرة والأخرى تسجيل؛ لأن الأجهزة الخاصة بالتصوير التلفزيوني (الكاميرات) غير كافية أو حتى سيارات النقل فهي معدودة، وبالتالي على المستوى المحلي تخفق القناة الرياضية في تحقيق طموحات أبناء البحرين، وبالتالي تراهم يغضون الطرف عن القناة ويتجهون صوب القنوات الرياضية الأخرى.

فنتمنى من وزير الإعلام أن يجلس مع رئيس القناة الرياضية أحمد عاشور الذي يبذل جهدا فوق طاقته من أجل إرضاء المشاهد في تنفيذ الكثير من البرامج الرياضية الجديدة بجهود ذاتية قد تؤثر على صحته كما أثرت من قبل، نتمنى من الوزير أن يستمع إلى عاشور عن المشكلات العالقة وما يجب توفيره من الأجهزة الخاصة سواء كان داخل القناة أو خارجها للنقل الخارجي، كما أن القناة تحتاج إلى العنصر البشري بكثافة حتى تستطيع أن تؤدي دورها بالشكل المطلوب.

نحن في الصحافة قد نمتلك بعض المعلومات عن ضعف الأداء والسبب وراء ذلك، ولكن من يعمل هناك ومن يقود السفينة فمن المؤكد لديه الكثير مما يقوله ويحتاج لمن يستمع له لأنه في قلب الحدث. وأحمد عاشور إنسان مخلص في عمله نزاهة كالنحلة في كل صوب وبالجهود الذاتية تراه يضع الخطوات على طريق النجاح في البرامج الجديدة، ولكن نحن نقول اننا بهذه الطريقة سنخسر القناة في ظل شح الموارد المالية لها، ولن نستطيع أن ننتشلها من الوحل وإيصالها إلى النجاح.

نأمل ألا تكون هذه المناشدة للوزير الجديد كسابقاتها للوزراء السابقين الذين ناشدناهم أكثر من مرة لإنقاذ القناة الرياضية، ولكن لم نر على ارض الواقع أية نتيجة تذكر، مع أننا كنا واثقين من تلك الشخصيات وتحقيقها آمال الرياضيين في المملكة، ولكن للأسف لم نر الجديد في الاستراتيجية الموضوعة بل لم تكن هناك استراتيجية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وظل الوضع كما هو عليه من دون تغير، ولذلك نحن نجدد مناشدتنا للوزير بوكمال لعلنا نحصل على ما هو منشود في المستقبل القريب في وضع استراتيجية وخطة عمل مستقبلية تحدد مسار العمل في التطوير المستمر عبر مراحل مختلفة حتى الوصول إلى بداية الكمال الإعلامي في القناة، وكما قلنا في هذا المقال فمن الضروري جدا جلوس الوزير مع رئيس القناة احمد عاشور لوضع النقاط على الحروف ووضع خطوط العمل لتفعيلها وتحقيق ما يريده لتسيير العمل، ونحن بانتظار المبادرة من قبل الوزير لحلحلة كل الأمور العالقة من العناصر البشرية التي يجب وجودها وتوافرها في القناة حتى الإمكانات الأخرى من الأجهزة المختصة على المستوى العالي من الكفاءة، لأننا نعيش في قرن التطور العلمي والتكنولوجي والتقني، ولا يجوز في ظل هذه الطفرة الهائلة في الإعلام أن نسير قناة رياضية بالبركة، وهي تحتاج إلى موازنة كبيرة وعناصر بشرية وغيرها من الأمور التي ذكرناها في المقال.

أخيرا، أمنياتنا لقناتنا الرياضية بالتعافي مما تشكو منه والعمل بكل جد وإخلاص لإرضاء المشاهد الرياضي ليضع ثقته فيها، وحينها سنشيد بها ونصفق بحرارة لكل من قام بإنقاذها وسنرفع قبعاتنا جميعا لتطويرها، وما نخشاه ردود الفعل السلبية من الطرف الآخر، مع ثقتنا الكبيرة في شخص الوزير والمسئولين في الإعلام بأنهم سيكونون عند المسئولية، وأملنا فيهم كبير بأن نرى قناتنا الرياضية بأحسن حال.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1851 - الأحد 30 سبتمبر 2007م الموافق 18 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً