إن الخطوة التي ستقدم عليها وزارة الصحة بفتح بعض المراكز الصحية لمدة 24 ساعة في اليوم، هي خطوة إيجابية جدا وتخدم شريحة واسعة من المواطنين، ولكن السؤال هو: هل هناك تغيير في الخدمات التي تقدمها هذه المراكز التي ستفتح طوال هذا الوقت؟
فكما هو معروف أن غالبية الحالات الطارئة، وبعضها قد تحتاج إلى حقن معينة أو بعض أنواع العلاج الذي قد يكون متوسطا، تتم عبر قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، البعيد نسبيا عن بعض مدن وقرى البحرين. هل فعلا سيتحقق ذلك إذا ما كان المواطنون سيقصدون المراكز العامة في ساعات متأخرة من الليل من أجل عوارض مرضية عادية؟
يقال إن بعض المراكز الصحية التي افتتحت في سنوات سابقة كانت تحتوي على أجهزة متطورة جدا، وكانت تنقل من هذه المراكز إلى المستشفيات الكبيرة بمجرد الانتهاء من حفل الافتتاح، إذ إنها تستخدم مجرد ديكور للحفل شأنها شأن الورود والتحف الجميلة!
أتمنى أن تكون هذه الأقوال مخطئة، لكن على بعض المراكز الصحية إذا ما أرادت أن تخدم شريحة أوسع وأن تحل ولو جزئيا محل قسم الطورائ، أن توسع نطاق خدماتها وأن يتم تجهيزها بمعدات وأدوات متخصصة أكثر.
بعد عام سيكون العمال الأجانب منعمين بتأمين صحي بفضل التأمين الصحي الإلزامي على الأجانب، وستكون لديهم طبعا خدمات صحية ربما تكون مرفهة أكثر من نظيراتها الحكومية، الأمر الذي يحتم تقديم خدمات طبية متقدمة وموازية لما يقدمه القطاع الخاص نسبيا، وأن يعمل على تخفيف الضغط على قسم الطوارئ من خلال تعزيز قدرة المراكز الصحية، وهذه الخطوة التي أقدم عليها فعلا، ونأمل أن تكون البداية لمزيد من تطوير خدمات الرعاية الصحية العامة في البحرين.
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 1851 - الأحد 30 سبتمبر 2007م الموافق 18 رمضان 1428هـ