وزير وراء وزير، نأمل منه التغيير الجذري لوزارة من أهم وزارات الدولة، لأنه يفترض فيها «نقل الصورة بواقعية» وتوضيحها إن شابتها شائبة، ولكن يتبدل رأس الوزارة، ويظل إعلامنا المرئي والمسموع تحديدا يعاني ما يعاني من آفات، أهمها «البعد عن الواقع البحريني»! مثال لا أكثر، مسلسل يقال عنه بحرينيا، يدعى «عيون من زجاج» للثنائي البحريني أحمد الفردان ومحمد القفاص، يعرض (حصريا) على الـ «LBC» فقط! المسلسل عليه مآخذ كثيرة لسنا في مجال ذكرها، ولكن ما يلفت النظر، طرحه لمشكلة مطروحة على نحو ضيق في الصحافة فقط، ومازال يكتب في تبعاتها. العمالة الوافدة واستغلالها من قبل أرباب العمل واحتكارها لبعض المهن، وظروفها المعيشية السيئة، وتكدس أعداد كبيرة منها في سكن واحد ومناطق بعينها ومزاحمة أهاليها، ومن ثم التداعيات غير الأخلاقية الناتجة عن تلك الظروف، التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى الجرائم، وأفظعها الاغتصاب. واقع نعيشه، نعاني منه، تأتي علينا عواقبه تباعا، بينما التلفزيون مشغول بالبهرجة الإعلامية، ووعود بإطلالة جديدة لم نلمس منها سوى تقليدا أعمى بلكنات غريبة عجيبة، وشاشة باهتة، وبرامج تستصغر حتى عقل الطفل!

قضايا كثيرة جوهرية وحساسة، تحتاج إلى تسليط الضوء عليها من جميع الجوانب وبمختلف الوسائل وخصوصا الإعلامية، التي نحن (كالعادة) نعقد الأمل على الوزير الجديد ليحل شفرتها التي عجز عن فكها السابقون... و»الله يعينه على هالتركة الثقيلة».