العدد 1845 - الإثنين 24 سبتمبر 2007م الموافق 12 رمضان 1428هـ

تأملات في مسائل بحرينية

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

المسألة الأولى التي لفتت نظري هذه الأيام موافقة ملك البحرين على زيادة أجور العاملين في الدولة بنسبة 15 في المئة، وكنت مندهشا عندما أشيع في البداية أن هذه الزيادة لن تشمل المعلمين إذ أنها - كما قيل - ستكون بالنسبة لهم 10 في المئة فقط، وسر اندهاشي واستيائي في آن واحد أن دولة مثل البحرين تقدمت مثيلاتها في دول الخليج في التعليم تنظر إلى المعلمين تلك النظرة الدونية ولا تقدر حجم العمل الذي يقوم به...

لكن مبادرة الملك كانت في مكانها وإن كنت أعتقد أن المعلم والمعلمة يجب أن يكون لهما من الامتيازات المادية والمعنوية ماليس لغيرهما هذا إذا أردنا أن يكون للتعليم قيمة عملية في واقع حياتنا...

دولة «إسرائيل» هي الأولى عالميا في الانفاق على التعليم ولهذا فليس من المستغرب أن تكون قوية في اقتصادها وصناعتها وتفوقها العسكري وثقافتها التي جعلت بعض جامعاتها تصنف من الأوائل على مستوى العالم.

وكذلك ليس من المستغرب أن لا تحصل أي جامعة عربية على مركز متقدم ضمن ذلك التصنيف، وبالتالي ليس مستغربا تخلفنا في كل شيء، كل ذلك لأننا لا ننفق على التعليم إلا أقل القليل.

مرة أخرى مساواة المعلم بغيره هي الخطوة الأولى ولكن لا بد أن تتبعها خطوات أخرى لكي يأخذ المعلم مكانته الحقيقية في مجتمعه...

زيادة رواتب معظم العاملين في البحرين خطوة موفقة تحسب لقيادة البحرين ولكن لعلها - أيضا - تتبع بخطوات أخرى لتحسين جميع أوضاع اخواننا في البحرين والتي مازالت بحاجة إلى مزيد من الإصلاحات.

المسألة الثانية تتعلق بالغلاء وتبعاته السيئة على شريحة كبيرة من أبناء البلاد، وبطبيعة الحال فليست البحرين وحدها هي التي تعاني من هذه المشكلة التي استفحلت، فالسعودية هي الآخرى تعاني منها وبدرجة كبيرة، ومثلها معظم بلاد العرب...

الشيء السيئ في بعض التجار - هنا وهناك - أنهم يستغلون شهر رمضان لرفع الأسعار والشيء الأسوأ أن الدوائر التي كان يجب أن تحاسب التجار وتراقبهم لا تقوم بدورها بصورة حسنة...

المواطنون وجدوا أنفسهم أمام مناسبة بداية العام الدراسي ومناسبة رمضان ومناسبة قريبة قادمة هي مناسبة العيد، وكل هذه المناسبات تحتاج إلى إنفاق كبير قد تعجز عنه كثير من الأسر لا سيما في ظل ارتفاع الأسعار بصورة غير معقولة...

وزير التجارة البحريني حسن عبدالله فخرو حاول أن يعمل شيئا إيجابيا قرار الأسواق واطلع على بعض عمليات البيع والشراء واستمع إلى بعض الباعة ليعرف منهم سير عمليات البيع في هذه الظروف...

جميل من الوزير أن يقوم بنفسه بهذا العمل، وأجمل من ذلك لو أنه يتابع ذلك طيلة العام ويوصي الفريق الذي يعمل معه بفعل ذلك دائما لأن المسئول الأول سيكون قدوة لسواه وما أحوجنا للقدوة الصالحة...

وجميل من حكومة البحرين أنها تدعم بعض السلع الضرورية لكي لا ترهق المواطنين بإنفاق لا يقدرون عليه، وأجمل من ذلك لو أنها توسعت في دعم سلع آخرى لا تقل أهمية عن تلك السلع المدعومة حاليا فالمواطنون لا يزالون يعانون من الغلاء في كل شيء وحكومتنا هي المعنية بمتابعة احتياجاتهم...

لقد أصبح من المألوف أن كل زيادة في الرواتب يتبعها زيادة في الأسعار وبنسب تفوق الزيادة المعطاة للمواطنين وهنا يجب على الجهات المعنية أن تأخذ هذا بالحسبان وتعمل على حفظ حقوق المواطنين...

وعلى التجار سواء في البحرين أو سواها أن يتقوا الله في الناس، وأن يشعروا أن كل مواطن هو جزء منهم وأن الرحمة بالناس من أهم صفات المسلمين، فالراحمون يرحمهم الله، ورسولنا الكريم يقول: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» والجميع في هذا الشهر - وفي سواه - في أمس الحاجة إلى رحمة الله، فلعل التجار في كل بلاد المسلمين يجعلون هذا المبدأ هدفا لهم في تجارتهم وأن يكونوا أعضاء صالحين في مجتمعاتهم...

والمسألة الثالثة - والأخيرة - تتعلق بمعاناة الناس على جسر الملك فهد من شدة الازدحام، هذه المعاناة التي كنا نأمل أن تنتهي منذ وقت طويل باتفاق الدولتين على إلغاء كل تلك الإجراءات التي تعوق المواطنين والتي أشعر أنها ليست بذات قيمة لا سيما ونحن نتحدث منذ أكثر من ربع قرن عن وحدة الخليج؟ هذه الوحدة التي لم نر شيئا يتحقق منها في واقع حياة الناس...

ولكن حتى تتحقق تلك الوحدة - ولا أظنها تحصل - يفترض أن تعمل الدولتان - السعودية والبحرين - على زيادة طاقة الموظفين - خصوصا موظفو الجوازات - حتى يقوموا بخدمة المسافرين بشكل معقول واستغرب أننا وأعني السعودية - كنا نعيب موظفي جوازاتنا على سوء أعمالهم وتقصيرهم قياسا إلى الجانب البحريني الذي كان متميزاَ فترة طويلة ولكن الحال انقلب إلى شيء آخر لا نحبه لهم فأصبح كل التأخير يتجه إلى قلة إنجازهم وهذا كما - كما قلت - ينعكس سلبا على المغادرين والقادمين...

أقول: ليت الأخوة في إدارة الجسر أن يتلافوا هذا النقص سريعا وليت - السعودية والبحرين - يبادروا إلى إلغاء الإجراءات السيئة فنشعر أننا في دولة واحدة فهل يتحقق ذلك»؟

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 1845 - الإثنين 24 سبتمبر 2007م الموافق 12 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً