اعتقلت الشرطة الباكستانية أمس عددا من قياديي المعارضة المناهضين لترشح الرئيس برويز مشرف لولاية رئاسية ثانية، وذلك في إطار ما وصفته السلطات الأمنية الباكستانية بالإجراءات الوقائية لحماية الأمن والاستقرار وحفظ النظام في البلاد. وتأتي هذه الاعتقالات بعد تظاهرات للمعارضة، كان هدفها الأساسي الاعتراض على ترشح مشرف.

وعلى ما يبدو فإن ثقل الرئيس الباكستاني وتأييد الموجودين له بدأ يقل بين الباكستانيين، وما حدث من اعتقالات لا يُنبئ إلا بضعف واضح يبدو جليا في ملامح تحركاته. هذا الضعف الواضح أدّى بمشرف إلى التقهقر في اتخاذ القرارات، حتى أنه اضطر إلى الالتجاء إلى أعدائه ومن بينهم رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو والتي دخل في مشاورات معمقة مع مبعوثين من الرئيس الباكستاني لإقناعها بالوقوف في صفه في الانتخابات المقبلة. ولكن ذلك أتى بثمن غير بخس - التنازل عن قيادة الجيش الباكستاني - وهذا ما وافق عليه مشرف، ولكن بوتو خذلته إذ أنها مازالت مصرّة على ألا يعتلي الرئيس الحالي كرسي الرئاسة مرة أخرى.

كان الفخ الذي وقع فيه مشرف والذي أدّى به إلى هذه الحال من اليأس هو تبعيته العمياء إلى واشنطن،-وذلك في حربها على تنظيم “القاعدة” ذي التأثير الكبير في باكستان- وتهوره لاسترضائها، لدرجة أنه تعجّل فأخطأ باستخدامه القوة للتخلّص من مشكلة المسجد الأحمر (لال مسجد) والتي خلفت حمام دماء، وذلك ما أدى إلى استثارة كل الأطياف ضده حتى المعارضون لخط “لال مسجد” المتطرّف. وهذا ما سيحكم على مشرف بالخسارة المؤكدة في الانتخابات.