العدد 184 - السبت 08 مارس 2003م الموافق 04 محرم 1424هـ

معالي الوزير

حسن حداد comments [at] alwasatnews.com

.

ذهبت لمشاهدة فيلم (معالي الوزير)، وكلي توجس من أن يخذلني الفيلم، مثل الكثير من الأفلام العربية في السنوات الأخيرة. إلا أن ذلك لم يحدث، إذ نجح طاقم الفيلم، وعلى رأسهم عملاق التمثيل الفنان أحمد زكي، في جعلها أمسية ممتعة ومسلية.

كان الفيلم تجربة ناجحة أخرى للسيناريست وحيد حامد للبحث في أشكال الفساد السياسي والإجتماعي، التي قدمها في مجموعة من أفلامه السابقة (اللعب مع الكبار، والإرهاب والكباب، وطيور الظلام)... وهي محاولة جريئة ومهمة، قدمها حامد في هذا الفيلم، كشف فيها عن خبايا شخصية بطله الانتهازي، وعرض معاناته مع كوابيسه، مستعرضا الشخصية من جوانبها النفسية والإنسانية، بشكل ساخر وأحيانا فنتازي. ومستغلا قدرات الفنان أحمد زكي في تجسيد تلك المواقف الدرامية اللافتة.

شخصية رأفت رستم، قدمها السيناريو مشحونة بالكثير من التفاصيل، فالموظف رأفت، أصبح وزيرا بالصدفة، ولكنه يحتفي بهذا المنصب، ويفعل الكثير للاحتفاظ بهذا الكرسي. فهو نموذج صارخ لهذا المتسلق والانتهازي المجد في سبيل الوصول. وهو مستعد أن يفعل أي شيء لمواصلة ذلك. لدرجة أنه قد كتب تقريرا للمخابرات العامة عن زوجته، وقد اعتبرها هو نفسه عملا في قمة النذالة. هذا الوزير بدأت تنتابه كوابيس متلاحقة، تثيره وتقلق منامه، بل وتصبح مرضا يلازمه أينما ذهب... ولا يعرف ماذا يفعل، الأمر الذي جعله يستنجد بمدير مكتبه وساعده الأيمن الذي يبذل الكثير لمساعدة الوزير والترفيه عنه. وتتلاحق المشاهد، لنلاحظ بأن هذا المدير أصبح يعرف الكثير من أسرار الوزير الخاصة جدا، والتي يجب ألا يعرفها. وبالتالي تكون نهايته الموت على يد الوزير نفسه. ليكون بمثابة تجسيد صريح للمثل الشعبي المشهور «جزاء سنمار».

يعتمد السيناريو على طرح الكثير من خبايا الشخصية الرئيسية على مجموعة من المواقف، أو بالأحرى الكوابيس، التي تجتاح هذه الشخصية. وهي مواقف صاغها السيناريو بأسلوب فنتازي ساخر، أعطت الفيلم نوعا من البساطة والترفيه، مبتعدا بذلك عن الدراما التقليدية في عرض الحالة المرضية التي تعاني منها هذه الشخصية. وهو أسلوب نجح في كسب تعاطف المتفرج.

والكتابة عمّا يحويه هذا الفيلم من تفاصيل، قد لا تفي بالإلمام بما طرحه الفيلم، فالمشاهدة ستكون بالطبع هي المحك الرئيسي للقياس، إن كان هذا الفيلم قد استحق ما ذكرناه عنه سابقا أم لا...!

العدد 184 - السبت 08 مارس 2003م الموافق 04 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً