هل كان كُتاب ومخرجو المسلسلات الرمضانية في البحرين محتاجين إلى أنْ يعرضوا في بعض لقطات مسلسلاتهم شخصيات - لا أدوار لها، تظهر على الشاشة كشخصيات مزعجة أو متخلفة عقليا - ليقوموا بسد الفجوة القائمة والقديمة بين لهجة الدراما البحرينية من جهة، وبين ثلاث لهجات لشرائح مجتمعية (أهالي القرى/ المحرّق/ العجم) من جهة أخرى. الإجابة هي بالطبع: لا. ونقول لهم إن هذه الأعمال ركيكة، ولا تستحق المتابعة من جهة فنية. فالذين يكتبون ويخرجون أعمالا درامية عن مجتمع ما، لا بدّ وأن يمتلكوا ولو القليل من الواقعية.
السؤال الثاني، هل كان للمسئولين عن جهاز التلفزة دور في ذلك؟، الإجابة، لا ندري. لكنهم أيضا لا يحتاجون لذلك، فحين تُغّيبُ لهجات شرائح اجتماعية لعقود عن شاشة التلفزة، لا يعقل منك أنْ تعيدها مهانة، تُستثمر في سد نواقص الأحداث، أو لمجرد التحريض على «الضحك».
الذي يحدث غالبا، ومنذ سنوات خلت، هو أنْ يقوم كتّاب ومخرجو الدراما البحرينية باستثمار بعض الشخصيات - الثانوية بالضرورة - ليقوم بأدائها مَنْ يجيد اللهجة الدارجة في القرى، أو اللهجة المحرقية، أو لهجة «العجم». والذي يحدث أيضا، أنّ تموضع الشخصية دراميا posioning لا بدّ وأن يتم حصره في مَنْ يمثل صورة من صور «الجهل»، «الغباء»، «السلبية». الرسالة التي يعتقد ويصر السادة المسئولون في جهاز التلفزة أنهم يوصلونها عبر هذا التكتيك، هي أنّ الفضائية البحرينية تقدّم مسلسلات اجتماعية تناقش وتتفاعل وتتداخل مع الشرائح الاجتماعية كافة. الذي نريد أنْ نتأكّد منه، هو هل تبدو الانتقائية الانتقامية دراميا، والتي تشتمل الإهانة المباشرة لبعض الشرائح الاجتماعية عبر توظيف لهجتها سلبيا، ضمن أهداف هذا التفاعل والتداخل في الرسالة الإعلامية المزعومة.
يقول بعض الكتّاب، إن جهازالتلفاز يشترط عليهم أشياء محددة في كتابة السيناريو، وأن الرقابة لا تقف في حدود أمن الدولة، أو التعرّض للدين، بل تمتد نحو ألا يتم تمثيل بعض الشرائح الاجتماعية إلاّ في صورة محددة المعالم. وحتى لا تختلط الأوراق، لا نبرأ السادة «الكُتّاب» من المساهمة في إهانة أبناء البحرين مقابل متعة ظهور أسمائهم طيلة شهر رمضان، ونسأل: لماذا لا يتم هذا التنوع على مستوى الشخصيات البطلة في الحبكة الدرامية؟، ولماذا تنحصر لهجة أهالي القرى في تموضعات «الغبي»، «المتخلّف عقليا»، «المتشرّد». ونسأل المسئولين في جهاز التلفزة» هل أنتم شركاء في ذلك؟، إن كانت الإجابة بلا، فحققوا مع المسئول؟. وللحديث تتمة
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1839 - الثلثاء 18 سبتمبر 2007م الموافق 06 رمضان 1428هـ