أن تجمع مسابقة ثقافية عمرها 4 سنوات في البحرين 36 ناديا ومركزا ثقافيا فهذا تحدٍ كبير في عصر تغييب الثقافة. وأن تحتضن فعالية هذا العدد الكبير من الوجوه الشبابية من كلتا الطائفتين الكريمتين وترى شباب الجسرة والبديع بجوار شباب سار وبني جمرة على منصة واحدة، فتلك مبادرة كبيرة تحمل معها رسالة وحدوية لمعنى المواطنة الحقيقي. وأن تقيم هذه الفعالية جهة تنظيمية أهلية بجهودها الذاتية فذلك إنجاز يحسب لنادي بوري الثقافي والرياضي.
هذه الملامح الحيوية تجدها أول ما تطأ رجلاك صالة مدرسة بوري الابتدائية للبنات هذه الأيام. فمسابقة الحاج حسن العالي الثقافية بعامها الرابع تقدم هذه السنة نموذجا حضاريا للثقافة الوطنية. اللجنة المنظمة اختارت شهر رمضان مساحة زمنية لإقامة هذه الفعالية لتعطي إيحاء كبيرا لدلالات المسابقة التي تحمل اسم رجل من أبرز رجالات الخير الذين يعدم هذا الوطن أمثالهم إلا القليل. فشهر رمضان شهر التواصل والتلاحم، والمسابقة تشكل صورة نمطية لجمع الشباب البحريني تحت سقف واحد لينهل الثقافة الإسلامية والوطنية.
نموذج ثقافي رائع ترسمه ريشة معدي المسابقة لتحريك الجوانب الفكرية في عقول الشباب، بدءا من الحركة التنظيمية والبرنامج التقني ونوع الأسئلة التي اختيرت بعناية تامة وأعدت من قبل مختصين لإيصال أهداف المسابقة، وتوج بنقل تلفزيوني من فضائية «البحرين». هذا النموذج لو تكرر في أكثر من مساحة على مدار السنة فهو كفيل بصنع جيل مفكر ومبدع.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1838 - الإثنين 17 سبتمبر 2007م الموافق 05 رمضان 1428هـ