منذ بدء الخليقة اعترى النفس البشرية الأمارة بالسوء نزعة السيطرة والاستحواذ على كل شيء ولو أدى ذلك إلى سفك الدم أو القتل وهي قاعدة إنبنت عليها طبيعة الإنسان فقد تقاتل قابيل و هابيل إبنا أبونا وسيدنا أدم عند أول امتحان لقوة إرادتهما في العيش معا.
منذ ذلك الحين لم تختلف طبيعة البشر فقد كانت العشائر والقبائل والمجتمعات البشرية والدول تتصارع وتتقاتل لأتفه الأسباب إذ تعتريها في بعض الأحيان لوثات ونزعات شريرة تمتد لما عند الآخرين وحب السيطرة عليها أو من أجل توسيع النفوذ وتعزيز الاقتصاد إلا أن تلك اللوثات تعود بعد حين لتتقلص وتلاشى شيئا فشيئا ثم تنتهي أزماتها للأبد بعد أن تستوعب الأطراف المتقاتلة الدروس المرة منها وهو أمر طبيعي مرت به معظم شعوب العالم العريقة .
أما الشعب الأميركي الحالي فهو لا يعد من الشعوب العريقة بعد القضاء على الشعب الأميركي الأصلي لذلك هو يختلف عن الآخرين لكونه شعب حديث التكوين جاء أكثر قادته من كل نفس شريرة من كل صوب وحدب ينسلون بهدف واحد وهو السيطرة وحب التملك ولو على حساب إفناء الآخرين من السكان الأصلين أينما وجدوا غايتهم التحكم الكامل في الأرض وعقول الناس ومقدرات المنطقة وهكذا عندما تحقق لهم ذلك في الأراضي الأميركية تحولت لوثه القتل عند معظمهم إلى حالة من الإدمان والرغبة المستمرة في الانطلاق بها خارج حدودهم و خلق الأعذار من أجل القتل فقط فها هي أميركا تتنقل في كل يوم بين جنبات الكرة الأرضية تنشر قواعدها العسكرية وأساطيلها البحرية في كل مكان وتختلق الأسباب للدخول في معارك لا تنتهي معارك لا تبقي ولا تذر، معارك ليس لها فيها من صديق إلا المصالح المالية و المكاسب العسكرية.
إن العالم الذي تنفس الصعداء بعد أن أسدل ستار الحرب العالمية الثانية التي أطلق شرارتها النازي الألماني هتلر وبدأ من تبقى من البشر ينفض غبار الحرب ويعيد للحياة رونقها في كل موقع لن يهنأ ما لم تنطفئ لوثات القتل والتدمير التي تنبعث مرة أخرى من منبتها الجديد بأميركا وعلى الدول العريقة التي مرت بدروس الحروب السابقة محاولت مكافحة هذه اللوثة المجنونة بشتى الطرق لتحجيم هذا القمقم الذي انطلق كالمارد المدمر لكل الأعراف والأخلاق والإنسانية. “نسألك اللهم اللطف بنا”.
إقرأ أيضا لـ "علي محمد جبر المسلم"العدد 1835 - الجمعة 14 سبتمبر 2007م الموافق 02 رمضان 1428هـ