العدد 1833 - الأربعاء 12 سبتمبر 2007م الموافق 29 شعبان 1428هـ

الكهربه والتربية على أبواب رمضان

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل البدء في الحديث عن وزارة الكهربه، ووعودها الصادقة، وإنجازاتها العظيمة، أودّ أنْ أبارك لكم حلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات.

أمّا بعد... الحين نقدر نتكلم عن الكهربه، اللي من ثلاث سنوات توعدنا بأشياء، وبعدين تطلع شلخ! وآخرتها قامت تتهم الناس بأنهم السبب وراء انقطاع الكهرباء! لا وسوّت مسابقة مئة دينار جوائز للفقاره اللي يطفون مكيف ويشغلون مكيف، وإلاّ فإنهم السبب وراء الانقطاعات!

بداية الأسبوع الماضي كنت عندما أخرج من مبنى الجريدة على شارع البديع، كانت منطقة المقشع والقدم مظلمة بالكامل، كأنك قبل ثلاثة قرون، بما فيها المحلات التجارية والمشاريع «الاستثمارية»، لكن ما أحد يتكلم عنهم. واستمر الوضع خمس ليال، وفي اليوم السادس وعدت الوزارة السكّان بأن زمن الانقطاعات ولّى للأبد!

صراحة استبشرنا خيرا، وقلنا أكيد هالوعد ما يطلقونه إلاّ واثقين من أنفسهم، بس ما صار لها غير يومين إلاّ عادت حليمة إلى عادتها الكهرومغناطيسية القديمة، وهذه المرة انتقل «القطع المبرمج» إلى سار والجنبية... يعني فوائد قوم عند قوم مصائب! واللطيف أنهم ما يختارون القطع إلاّ وقت الغداء، إتقول متسببين! يمكن فيه اتفاق «سري» مع وزارة الصحة علشان الناس ما تثقّل في الأكل واجد، علشان ما تصاب بالتخمة وارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب والشرايين!

أمّا كرباباد، فقد كان نصيبها من القطع في أوقاتٍ أكثر رومانسية، من 12 ونص الليل حتى خمس الفجر، يعني حزّة النومة العدله! ومال كرباباد كانوا يتصلون مستغربين: «وشمعنى تنقطع عنّا وما تنقطع عن السيف»!

عموما الشريط الساحلي من البحرين، الموعود بانتهاء أزمة الانقطاع الكهرباء، ليس كلّه منحوسا، فهناك مناطق محظوظة مثل: جنوسان والمرخ، والجزء الجديد من سار نفسها، ما تنقطع عنها الكهرباء إلاّ قليلا، ببركة وجود «كمبونات» الأجانب ولِكبارِيّه فيها، اللي يسمونها في مطبوعات الأمم المتحدة الأخيرة «المجتمعات المسيّجة». وهي عبارة عن بساتين ودواليب ومزارع تم تحويلها إلى «غيتوات» مغلقة، تمثل عالما جديدا من الجنات الخضراء، فيها برك سباحة لا ينقطع عنها الماء لحظة واحدة، بينما تجرى المسابقات للفقاره المبذّرين المتلاعبين في ثروات الوطن الطبيعية لترشيد الاستهلاك!

أمس في الجريدة قرأتم أنّ وزارة الكهرباء الحبيبة تسلمت الإثنين الماضي، 8 آلاف بلاغ عن الانقطاعات خلال 24 ساعة، وهو إنجاز كبير يحق للوزارة التفاخر به، وإنّ دل ذلك على شيء فإنما يدل على حب الناس لها، وتواصلهم معها، ويمكنها أن تتحدى أي وزارة أخرى على تلقي مثل هذا العدد الكبير من المكالمات، لا وزارة العمل ولا التنمية ولا الإسكان ولا حتى مطار البحرين يمكن يغلبونها! حتى تلفزيون العائلة العربية ما يستلم هالقد من المكالمات، رغم ما لديه من برامج شعبية ذات جماهيرية كاسحة.

بس بصراحة... الحين الوزارة مو شادّه الـ (load)، عيل وش راح تسوي إذا سوّتها وزارة التربية وركبت راسها وطبّقت «الدوام المرن»! الحين عندنا وقت ذروة في البيوت، فشلون راح يصير إذا صار وقت ذروة ثان في المدارس اللي بيستمر الدوام فيها إلى الساعة 3 ونص؟ لا ومصدقين روحهم حدهم، ما يدرون كم عدد المكيفات اللي ما تبرد، ولا دورات المياه ولا عدم وجود الماي البارد للطلاب. أحيانا تستغرب في هالبلد، أفكار خاش باش ما تدري من وين يجيبونها!

عموما... الله يساعد الجميع، ومبارك عليكم الشهر.. والله كريم!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1833 - الأربعاء 12 سبتمبر 2007م الموافق 29 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً