اليوم يستقبل العالم الإسلامي شهر رمضان، معلنا بدء شهر مكلل بالتقرب إلى الله وصلة الأرحام، ولعلّ إعلان المشايخ في مملكتنا لاعتبار اليوم (الخميس) أوّل أيامه هو بالتأكيد الملمح الوحيد لهذا الشهر فضلا عن تصريحات بمعونات رمضانية في صفحات الصحف اليومية، في الوقت الذي أعدت سلفا عواصم عربية العدّة لهذا الشهر ملمحة بقوه لقربه، وأصدق دليل على ذلك ما جنحت له العاصمة (القاهرة). نصف ساعة في قرى ومدن المملكة ومثلها في القاهرة كفيلة أنْ تشعرك بالفرق، ففي الوقت الذي ازدهت أحياء القاهرة بالزينة ومجسّمات لفوانيس شهر رمضان وأعلنت المطاعم عن «قوائم أطعمتها» الجديدة لهذا الشهر ساد السكون شوارعنا.

أجواء يشوبها الكثير من البهجة وبعض الروحانية تجبرك أنْ تعيش اللحظة وتتفاعل مع بائعي شهر رمضان المتجولين، ولن تعدم الوسيلة في قضاء جل وقتك في ربوع منطقة «الحسين» أو على أحد مقاهيها والتي رفعت لافتات معلنة قرب شهر الله وأخرى مهنئة به.

الشارع البحريني معذور فليس لديه النفس التي تتفنن في تصفح قوائم تلك الأطعمة الرمضانية، أو الوقت لتعليق الزينة أو حتى الاستعداد ببهجة لهذا الشهر على رغم يقينه بقدسيته ولعلّ السبب في ذلك انشغاله بما وراء شهر رمضان وبهجته، والذي يبدأ بورقة وقلم لا يخلو منها أيّ منزل ترصد موازنة لشهر رمضان وأخرى لليلة النصف منه مرورا بالاستعداد لكسوة العيد، فضلا عن صراعاته الدائمة «لاستجداء» بعض الزيادات من الوزارات والمؤسسات بلا جدوى.