دعونا نناقش بهدوء حال منتخبنا الوطني لكرة القدم بموضوعية بعيدة كل البعد عن العواطف ونسأل أنفسنا بصراحة متناهية، هل نحن نريد - فعلا - أن نفوز ببطولة دورة كأس الخليج المقبلة؟ أم اننا بحاجة ماسة إلى إصلاح الواقع الكروي المتمثل بالدرجة الأولى في بناء البنية التحتية في الأندية المشاركة في المسابقات الرسمية ولا أقول كل الأندية لأن هذا «الحلم» بعيد المنال. فأيهم - في نظر الجميع - هو الأهم؟
- بعد 37 سنة عن أول دورة كأس الخليج أقيمت في البحرين العام 1970 هل يكون مطلبنا الأول هو الفوز باللقب، وخصوصا أن دول الخليج تتقدم إلى الأمام ونحن نتراجع إلى الخلف. وهذا هو حالها، فبعد أن كان اللقب الخليجي محصورا على الكويت بدأت العراق والسعودية وقطر وأخيرا الإمارات تفوز به. ولكن في هذا الأمر تناقض عجيب غريب، إذ كيف نطالب بالفوز بالبطولة وأنديتنا لا تملك بنية تحتية تقوم عليها كرة القدم بشكل سليم؟
- لذلك أقول بصدق إننا في البحرين أصبحنا أمام «حانة ومانة» كما يقول المثل الشعبي. ورمانتان في اليد أمر صعب جدا ولكن هذا هو حالنا الكروي التعيس؟
فجميع دول الخليج حينما أرادت أن ترتقي بلعبة كرة القدم بدأت بشكل صحيح ابتداء من القاعدة وأقصد بها الأندية والحواري الشعبية والمراكز الشبابية ثم المنتخبات الوطنية، ولكن لكون المسئولين في بلدنا ينظرون إلى تحقيق البطولة على أنه الأهم فإنهم تعاقدوا مع المدرب التشيكي ميلان ماتشالا ومساعديه بمبلغ يزيد على المليون دينار كانت تكفي لزراعة الملاعب أو فرشها بالأرضية الصناعية لتوفير مختلف الإمكانات في أنديتنا؟
- ودعونا نساير فلسفة المسئولين ونرضى بها حتى نساير الركب ولو بالمقلوب ونطالب بالفوز باللقب الخليجي المقبل وخصوصا أنهم خطوا الخطوة الكبرى في التعاقد مع المدرب «أبومليون» الذي يملك العصا السحرية وهو الخبير الملم بكرة القدم الخليجية، إذ قاد الكويت للفوز ببطولة خليجي 96 في عمان و98 في البحرين، إلا أن ما حدث بعد وصوله إلى البحرين وحتى الآن يترك كل يوم علامة استفهام كبيرة... ففي أول مؤتمر صحافي عقده في البحرين بمناسبة توقيع العقد قال إنني ملم بظروف المنتخب البحريني القريب الشبه بالمنتخب العماني وسأعمل على خلق منتخب جديد من اللاعبين المحليين مكون من 26 لاعبا ولكن بعد أن تلاعب هذا المدرب بمنتخبنا في آسيا جاء ليفتح النار على اللاعبين ويتهم بالتقصير والتهاون في هذا المؤتمر وهو أمر كان من المفروض ألا يحدث من مدرب ضليع وخصوصا أن هؤلاء اللاعبين هم أدواته التي سيلعب بها في البطولات المقبلة، فكيف يتخلى عنهم في ذلك المؤتمر؟ وما زاد الطين بلة كما يقال تعاطفه الغريب بعد ذلك مع تصرفات اللاعبين المجنسين وتفضيلهم على اللاعب المواطن الكفؤ حتى وصل الأمر إلى إعلان الكثير من اللاعبين اعتزال المنتخب وهو الأمر الذي أدى إلى عدم وجود العدد الكافي لإجراء تدريبات المنتخب وهو الأمر الذي لم يحدث في تاريخ الكرة البحرينية. ونعود إلى ثالثة الأثافي في سفره المفاجئ للراحة والاستجمام في أهم مرحلة يمر بها المنتخب الأولمبي؟
- لذلك مازلت عند سؤالي الذي بدأت به الحديث... فهل نحن بحاجة لبناء البنية التحتية أو الفوز بدورة كأس الخليج المقبلة؟ والإجابة متروكة إليك أيها القارئ الكريم.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1831 - الإثنين 10 سبتمبر 2007م الموافق 27 شعبان 1428هـ