في هذه الأيام يتوجه آلاف من طلبة جامعة البحرين من مختلف الكليات والتخصصات لتسجيل مقرراتهم الأكاديمية، لينتظموا في صفوف الدراسة لهذا العام، ومع بداية كل فصل يتكرر فصل من فصول مشكلات الطلاب في الجامعة، وهي مشكلة التسجيل عبر الموقع الإلكتروني.

كل من يزور جامعة البحرين هذه الأيام سيدرك أن هناك تغييرات قد تكون جذرية في الإنشاءات والتجهيزات التي طالت أهم مؤسسة تعليمية عليا في البلاد، إلا شيئا واحدا لا أعتقد أن هذا التغيير الكبير طاله، وهو كفاءة نظام التسجيل عبر الإنترنت! ففي كل فصل من كل عام يصاب الطلاب بالجنون لكي يسجلوا مادة معينة في الوقت المناسب، فيما كان من المفترض أن ينقذهم هذا الموقع الإلكتروني من هذا الجنون الذي كان يصيبهم في صالة التسجيل.

وما إن يصيب عقرب الساعة تمام الثانية عشرة من منتصف الليل، حتى تبدأ المأساة مع بداية التسجيل لدفعة ما، إذ يصاب الموقع بالشلل وكأن مرضا عضال قد ألم به، وهنا تبدأ معاناة الطالب الذي يقلب الصفحة يمينا ويسارا أملا في أن يحصل ولو على رشفة من هذه العين التي اضمحل ماؤها، لكن مراده لن يكون حتى يشرق صباح اليوم التالي.

الجميع يعلم مدى الضغط الذي يتعرض له موقع الجامعة في فترة التسجيل، ولكن الجامعة استحدثت الكثير من التغييرات منها إيجاد موقعين للتسجيل لحل هذا الموضوع، ولكن المشكلة لم تحل حتى الآن.

نحن لا نشك إطلاقا في القدرات التقنية لموظفي الجامعة، ولكن هل من المنطقي حقا ألا يكون هناك حل لهذه المشكلة؟! وإذا كانت الجامعة أرادت من تطويرها هذا النظام المتقدم للتسجيل تسهيل الأمور على طلبتها، فلماذا لا تكمل جميلها وتتقن عملها لكي ينعم الطلاب بتسجيل لا يكون فيه الأرق والسهر والخوف من أن لا يكتمل جدولهم كما يتمنونه أو بشكل مقارب له على أقل تقدير.