كادت الابتسامة أن تهجر وتفارق وجوه ومحيا أهالي مدينة الحد وكادت علامات الحسرة أن تكتسيها وتلازمها لما ألمّ بالمدينة من جفوة ربما تكون غير مقصودة من إدارات و وزارات الدولة ومؤسساتها التي تعاملت مع مدينة الحد والمحرق وقراها كمناطق هرمة عفا عليها الزمن فراحت تسحب عنها خدماتها شيئا فشيئا وتعطي الأولوية إلى المناطق المستحدثة الشابة على حساب المدن والقرى الرئيسية وهو ماتنافى مع طبيعة عادات وتقاليد أهالي هذه الجزيرة الذين اتخذوا من الوقار والاحترام للإنسان أساسا ومن التقدير للعادات والتقاليد منهجا للمحافظة على تماسك الأهالي بالمجمعات الشعبية التي عرفت بها مملكة البحرين حيث كان يطلق عليها أرض الخلود لما كانت تزخر به من ينابيع عذبة وزروع ومقام كريم. كان اسمها مستوحى من طيبة أهلها وطبيعتها الخلابة وموقعها المتميز بين جمالين فريدين المياه العذبة بجناتها اليانعة وجمال بحرها الصافي ببيئة شواطئه النقية. جمال الجزيرة اجتذب كبار رؤساء وقادة العشائر والقبائل ورجال الدين والشعراء والكتاب. وبهكذا ترسخت أصفى العادات والتقاليد الحميدة على هذه الأرض. فكانت أجمل مايميز العيش بها عن سواها حتى بعدما انحسرت المياه العذبة عنها وبلغت مساوئ التلوث بيئتها.
كادت هذه الجزيرة أن تفقد مكانتها وتموت لولا أن بعث الله لها قادة تحييها من جديد قادة تمسكوا بالعادات والتقاليد الحميدة التي حفظت لها مكانتها بين الدول. قادة جددوا روح التواصل مع الأهالي والإصلاح، وسوق العمل. قادة توسم الشعب فيهم كل الخير. قادة ما أن تخرج من هنا أو هناك أنّة أو هنّة إلا وانبرى لها منهم من يضع لها حدا وحلا يحولها إلى ابتسامة عريضة.
في الأسبوع الماضي صدرت هنّة من مدينة الحد فانبرى لها خليفة الخير بزيارة أبوية كريمة جند نفسه لها على مدى ثلاث ساعات لم يمنعه الحر الشديد وقت الظهيرة من أن يتحسس خلالها مواضع الألم. زيارة بعثت الابتسامة من جديد واقتلعت مرارات الألم وزرعت محلها نبتات الحب والولاء.
شكرا لك يا أبا علي وشكرا للقيادة العليا وشكرا لولي العهد الأمين على توازع الأدوار من أجل راحة المواطنين.
حمى الله مملكة البحرين وحمى قيادتها من كل مكروه وكل عام بمناسبة قرب حلول شهر رمضان وأنتم يا سادتي الكرام بخير.
إقرأ أيضا لـ "علي محمد جبر المسلم"العدد 1829 - السبت 08 سبتمبر 2007م الموافق 25 شعبان 1428هـ