العدد 1829 - السبت 08 سبتمبر 2007م الموافق 25 شعبان 1428هـ

حكومة «تخاف»على مواطنيها!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

أن تحذر الحكومة، بكل ثقلها ومقامها، من مغبة رفع الأسعار مع الإعلان عن إقرار زيادة رواتب موظفي الحكومة، وتبادر غرفة تجارة وصناعة البحرين إلى إصدار بيان يتعلق بهذا الموضوع، فإن الأهم من ذلك كله هو ما يجب أن يحدث “بعد تسلم الناس أول راتب بزيادة حقيقية”...

فالمواطن البحريني يريد أن يسمع - ولو لمرة واحدة - عبارة (سنضرب بيد من حديد) على كل من تسول له نفسه الإضرار بالوطن والمواطنين من خلال زيادة الأسعار، واستغلال الظروف استغلالا بشعا لا يعني إلا أمرا واحدا وهو أن هناك من لا يخشى القوانين، ويتصرف وفق هواه!

حسنا، دعونا نناقش فكرة محددة من باب «استطلاع الآراء» ونسأل :«هل تشعر أنت كونك مواطنا بأن حكومتك تخاف عليك؟ وهل تشعر بأنك في كنف حكومة لا ترضى أن يتعرض المواطن للأذى أيا كان شكل ذلك الأذى؟»... في الأوضاع الطبيعية وغير الطبيعية، سنجد أن حب البحرينيين لبلادهم وقيادتهم يجعلهم في كثير من الأحيان يتحملون المذاق المر، ويصارعون مختلف الظروف، وقد يصلون إلى مجالس الشيوخ، ولكنهم بدلا من التعبير عما يحملونه من هم، فإنهم يكررون إعلانهم وتأكيدهم الامتثال لكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن.

البحرينيون مواطنون لهم قيم وثوابت وطنية عالية، وأنا أقصد صراحة لا تلميحا، كل مواطن تحمل من الضنك والهم والتعب والشقاء ما تحمل، لكنه لم يزايد على وطنه، ولم يستغل الظروف المناسباتية، الحسن منها والسيئ، ولم يكذب على الحكومة، قيادة ومسئولين، ليظهر لهم ولاءه التجاري... البحرينيون الشرفاء لا يرضون بأن يلعب البعض لعبة (عسكر وحرامية) لمجرد حصول المواطنين على «بونس» أو زيادة أو مكرمة من المكرمات..

باختصار، لا يزايد البحرينيون على وطنهم من أجل مصالح شخصية.

الحكومة التي تخاف على مواطنيها، يخاف عليها مواطنوها في المقابل؟! ولذلك، فإن الغالبية العظمى من البحرينيين لا يريدون إلا أن (تضرب بيد من حديد) على المسئولين الذين ليسوا أهلا/ محلا للثقة والأمانة! واذا كان المواطن البسيط مستعدا لأن يتحمل انعكاسات الظروف الاقتصادية محليا وإقليميا وعالميا -وهذا ليس ذنبه قطعا - فإن على المسئولين أن يدركوا أن الأمانة والصدق هما الركنان الأساسيان في حال اطلاع القيادة على واقع الحياة المعيشية في البلاد... من دون تزييف أو كذب أو نفاق.

وإذا كانوا لا يدركون مفهوم المجتمع المستقر الآمن لأنهم (مصلحجية)، فإننا كوننا مواطنين، ندركه جيدا ونعيشه كل يوم بل ونخاف على حكومتنا... وأعتقد أن الرسالة واضحة لأن المقصود بها كل مسئول، يجب عليه أن يخلع رداء الولاء والأمانة والوطنية المزيفة، فالوقت وقت عمل حقيقي لا مساحة فيه لـ «النفاق».

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 1829 - السبت 08 سبتمبر 2007م الموافق 25 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً