عندما نتذكر المثل الشعبي «ضربتين في الرأس توجع» فإننا نكون أمام حقيقة الألم الذي يشعر به متلقي الضربتين، وقد يكون هذا المثل له مدلولات أوسع من حقيقة الألم الذي يشعر به، لأن ضربة واحدة قد تكون كافية لإحداث الألم وربما الوفاة أيضا إذا كانت الضربة في مقتل، لكن ربط الضربتين هو كناية عن استمرارية المآسي واستمرارية توابعها، وهذا بالضبط ما ينطبق على واقع كرة القدم لدينا التي باتت تتلقى الضربات من كل حدب وصوب، ولا ندري هل تتمكن خطة التطوير من إنقاذها في الوقت المناسب، أم سيكون الزمن كفيلا بأن يجعلنا نترحم عليها كلما ذكرناها وذكرنا لحظاتنا معها!
حوادث متتالية شهدتها كرتنا خلال هذا الصيف، فبدءا من خروج منتخبنا المذل من نهائيات كأس أمم آسيا ومرورا بخروج ناديي المحرق والنجمة من بطولة الخليج، وقبلهما خروج المحرق المبكر من كأس الاتحاد الآسيوي، ومن ثم جاءت الطامة الكبرى وهي معركة السكاكين التي تنذر بشبح مخيف ربما ينهش في جثة كرتنا الهامدة... وكل هذه الضربات بالتأكيد تجعل الألم مضاعفا وتجعل كرتنا تحتضر في الوقت الذي بدأنا فيه الإعداد لخطة متكاملة لتطويرها.
وسنتوقف قليلا عند خروج المحرق والنجمة من بطولة دوري أبطال الخليج، فإذا كنا نضع العذر لفريق النجمة لخروجه المبكر كونها مشاركته الخارجية الأولى، وافتقاد لاعبيه الخبرة الدولية، فإننا نوجه اللوم لفريق المحرق الذي كنا نعلق عليه آمالا كبيرة في الوصول إلى نصف النهائي على أقل تقدير.
المحرق يضم في صفوفه أكثر من 7 لاعبين يلعبون ضمن صفوف المنتخب الوطني، كما أن الفريق دأب في السنوات الأخيرة على المشاركات الخارجية، وتدعيم صفوفه بعدد من اللاعبين الأجانب، بالإضافة إلى تجنيس عدد آخر للاستفادة منهم كلاعبين مواطنين، ومع كل ذلك لم يحقق المحرق طموحات الجماهير البحرينية، واكتفى بثلاث نقاط من 3 تعادلات فقط وضعته خارج المنافسة.
هذا الإخفاق وإن لم يكن غريبا إلا أنه دليل واضح على أننا لم نتقدم خطوة إلى الأمام، ومازلنا نسير عكس التيار، فالجميع من حولنا يتقدم ويجد الحلول المناسبة لتطوير كرته إلا نحن مازلنا عاجزين عن تخطي حاجز الخروج المبكر.
المحرق بإمكانه استثمار إمكاناته المادية والبشرية في تكوين فريق أفضل مما هو موجود لديه حاليا، وعليه أن يتجه مرة أخرى لصنع اللاعبين بنفسه كما يريد هو، وألا يعتمد على المعلبات التي تفتقد إلى الأصالة والرائحة الزكية! ولا بأس في تعزيز صفوفه بعد ذلك بلاعبين محترفين على مستوى عال يمكن الاعتماد عليهم في تحقيق النتائج المرجوة، كما فعل فريق النصر العماني الذي تمكن من خطف بطاقة التأهل عن المجموعة الثالثة.
وهذا نداء آخر نوجهه إلى المسئولين في القلعة الحمراء بأن كرة القدم أصبحت علما كبيرا، وبإمكاننا استثمار الطاقات القادرة على الغوص في أعماقه من أجل تحقيق الإنجازات التي يبقى المحرق قادرا على تحقيقها إذا ما سعى إليها بالشكل الصحيح.
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1826 - الأربعاء 05 سبتمبر 2007م الموافق 22 شعبان 1428هـ
