لعل كثيرا من القراء لا يتذكرون تماما أول يوم دراسي لهم، يوم انتظموا في صفوف المدرسة وخرجوا من محيط العائلة إلى ذلك المحيط الجديد/ الغريب/ المجهول المسمى بالمدرسة. آلاف الطلبة والطالبات البحرينيين شهدوا صباح أمس هذه التجربة، التي لا بد ستحفر في ذاكرتهم طويلا، حتى يطويها النسيان سريعا مع تقدمهم في العمر وتعرضهم لكثير من الأيام الأولى، أول يوم امتحان، أول يوم نتيجة، أول يوم في هذا الصف أو ذاك، أول وأول... وكثيرا من الأوائل التي لا تحتفظ «بأوليتها» مع الأيام. غير أن أول يوم في المدرسة يحتفظ بطعم خاص، تعرفه عندما تقترب من أولئك الصبية والفتيات الصغار بأزيائهم الجديدة وحقائبهم المدرسية تضم « حصيلة» ما استطاعوا إقناع أمهاتهم وآبائهم بشرائه من الأقلام والألوان والدفاتر. تعرفه أيضا كلما تحدثت مع أحد مدرسي أو مدرسات المرحلة الابتدائية الذين يصبح من واجبهم في هذا اليوم « التاريخي» استقبال هؤلاء الأطفال الصغار، ومسح دموعهم « الغزيرة» لمفارقتهم أهلهم لأول مرة، ومحاولة إغرائهم باللعب تارة، وبالحلويات تارة أخرى، لاستيعاب تجربة المدرسة، والالتزام بالوقوف في الطابور، واتخاذ مواقعهم في صفوفهم الدراسية.
لعل من أجمل النوادر التي روتها إحدى المدرسات عن ذلك اليوم « الأول» جاء على لسان طالبة صغيرة شهقت بدموعها طويلا مع انتهاء الدوام المدرسي لأن الباص المدرسي تركها ورحل، وعندما سألتها المعلمات أين يقع منزلها أجابت باكية» بيتنا في البحرين»!
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1825 - الثلثاء 04 سبتمبر 2007م الموافق 21 شعبان 1428هـ