بصراحة، مواصفات مشروع «جنة دلمون المفقودة» التي نشرتها الصحافة ولم نرها رأي العين حتى الآن، تسلب الألباب. وبضع صور رأيناها كانت كفيلة ببرهنة جمالية هذه الجنة ومستوى الإبداع فيها.
هذا المشروع الضخم الذي بلغت كلفته 50 مليون دولار، سيجذب أنظار العالم إلى البحرين بشكل سريع، وستتوافد السياح بغية الاستمتاع بمناظره الخلابة وألعابه الترفيهية. فهو فرصة لمن يريد الفرار قليلا من ضنك الحياة ومتاعبها.
المسألة بجمالياتها ومرغباتها تقف عند هذا الحد، ولكن بعض العيون المختبئة وراء دهاليز القرى الفقيرة في البحرين تنظر إلى أبعد من هذا الحد، ولا تقنع بالحديث والتغني كما نحن فاعلون. فهي تطمح في أن تشارك السياح المقتدرين من الداخل والخارج في وطء أرض «جنة الخلود المفقودة» مع صغارها، لأنها تظن أنها أحوج من غيرها إلى بصيص نقاهة بمستوى عالٍ بعض الشيء. لقد شبعت و«طفش» أبناؤها من الحدائق «المقرفة» التي (يا دوب) تجد فيها ارجوحة مكسرة يتشاجر عليها عشرة أطفال (من الحال نفسها).
الأسر المعوزة أو ذات الدخل المحدود هي الأكثر تشوقا إلى متنفس يزيح عنها كدر الفقر ومرارة الديون، وترى نفسها أنها الأحق بالاستمتاع بخيرات بلدها، فهل سترى متسعا لها على أرض «جنة دلمون» يراعي رواتبها المتدنية في رسوم الدخول ورسوم الألعاب أم أنها ستكون «مفقودة» فعلا عند المعوزين، ومباحة للميسورين فقط؟! هم يدرون.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1824 - الإثنين 03 سبتمبر 2007م الموافق 20 شعبان 1428هـ