العدد 1822 - السبت 01 سبتمبر 2007م الموافق 18 شعبان 1428هـ

من نحاسب؟

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

حينما كنت موظفا في معهد البحرين الرياضي تقدم رئيس كلية التربية الرياضية بجامعة حلوان حاليا ورئيس قسم التدريب والتطوير سابقا محمد صبحي حسنين بفكرة إصدار بعض الكتيبات الرياضية العلمية التي تستقطب أبرز الأبحاث والدراسات الرياضية في عالمنا العربي، وفعلا نجحت الفكرة وتم إصدار أبرز الإصدارات الرياضية العلمية وهو كتاب علوم التربية البدنية والرياضة، كما صدر عن المعهد أيضا سلسلة الثقافة الرياضية التي صدر عنها الكثير من الإصدارات التي كان أبرزها: المنشطات وإعداد المعلم، والرياضة والجمال، ومفهوم التربية الحركية وعلم الرياضة، بالإضافة إلى خطة البحوث التي صدر منها بحوث في تقويم البناء الجسماني للأبطال، ودراسة ظاهرة التعصب الرياضي في دولة البحرين. وأعود إلى الحديث عن الكتاب الأول وأقول إنه كان بمثابة موسوعة لأبرز الدراسات العلمية الرياضية في وطننا العربي آنذاك... ولأن الرياضة تسير في بلدنا بحسب أهواء المسئولين، فرئيس اللجنة الأولمبية البحرينية الشيخ عيسى بن راشد يقول: «هناك من المسئولين من يتخذ قراره بعد اجتماع ومداولة وهناك من يتخذ قراره في (الحمام)!»، فتوقفت الإصدارات وأصبحت في خبر كان!

وهذه المقدمة التي أوردتها أريد منها القول إن إحدى الدراسات التي نشرت في الكتاب العلمي اقتبس منها المسئولون عن الرياضة في دولة قطر الشقيقة الفكرة المتمثلة في إقامة أكاديمية «أسباير» والتي لقيت نجاحا كبيرا لأن مقدم الدراسة كان أحد المستشارين الذين كانوا يعملون في الرياضة القطرية، كما كان من بين الدراسات التي نشرت دراسة عن صناعة البطل الرياضي، إذ قدم فيها الباحث دراسة علمية عن كلفة صناعة البطل على المستوى العالمي والأولمبي، وهنا مربط الفرس وبيت القصيد الذي أريد أن أوضحه للقارئ الكريم، إذ قدر مبلغ صناعة البطل الأولمبي بمبلغ مليون دولار وكان ذلك قبل أكثر من 10 سنوات فما بالك اليوم؟

النتيجة التي أريد أن أوصلها أن البحرين تشارك حاليا بعشرة لاعبين مجنسين في بطولة العالم لألعاب القوى المقامة في اوساكا باليابان، وإعدادهم لهذه البطولة تم في معسكرات تدريبية عالمية طوال العام بالإضافة إلى الرواتب التي تصرف لهم كلاعبين محترفين، وهذا الكلام لم آت به جزافا، فقد كنت استمع لمحلل قناة «الجزيرة» البطل الأولمبي العالمي سعيد عويطة إذ قال في معرض حديثه عن البطل البحريني رشيد رمزي وهو من أصل مغاربي «أنه أغلى لاعب محترف في ألعاب القوى في العالم!».

هناك فلسفة خاصة بي عن التجنيس الرياضي لم أعلن عنها تجعلني لا أتعرض لأي لاعب مجنس من أصول عربية احتراما لما يربطنا كعرب مع بعضنا بعضا، على رغم غيرتي وحرصي على أن تسخّر «فلوس الوطن لأبنائه» وبالتالي فقد كنت حزينا على ضياع ذهبية 1500 متر من العداء رشيد رمزي، وخصوصا أنه خسرها في لحظة غباء لا تغتفر لبطل عالمي عندما حصر نفسه في الحارة الأولى حتى ما قبل الوصول إلى خط النهاية! ولكن الذي يشعرني بالحزن أن «فلوس» البلد تصرف على لاعبين مجنسين من إفريقيا لن يفيدوا رياضتنا في شيء والإنجاز الذي يحققونه يسجل باسمهم أولا وهو إنجاز وقتي يتبخر مع الزمن!

وبالتالي فإنني أتساءل عن المبالغ الكبيرة التي تصرف على هؤلاء اللاعبين المجنسين الذين يستعدون في بطولات عالمية ويتدربون في معسكرات أوروبية طوال العام، وأتساءل: هل هناك سجل رسمي للكلفة المالية الباهظة التي تصرف عليهم، والتي أعتقد أنها تزيد عن مليون دينار، ومن يريد أن يختلف معي في الرأي فليكن مستعدا لجلب الأوراق الرسمية من وزارة المالية!؟

لذلك أجد نفسي مجبرا على القول إن أحد أسباب تخلفنا الرياضي كما أعلنت لجنة خبراء «الفيفا» بكل صراحة يتمثل في عدم وجود البنية التحتية من منشآت ومرافق في الأندية، وهذا ما دعا الخبير الانجليزي إلى القول انني صدمت حينما شاهدت سوء المنشآت الرياضية في البحرين. والسبب الثاني للتخلف هو شح الأموال التي تصرف على الرياضة، وحينما نريد أن نعرف السبب نجد أن الصرف الباذخ على اللاعبين المجنسين في ألعاب القوى أو أية لعبة أخرى هو أحد أسباب التخلف، وخصوصا أن الحكومة ضاعفت الموازنة التي تصرف على الرياضة!

فكم هي السعادة الحقيقية التي تزهو بها الرياضة البحرينية حينما يعتلي منصة التتويج بطل بحريني، وكم هي سعادتي بالأمس حينما ارتفع علم البحرين في كوريا الجنوبية حينما فاز محمد ميرزا بذهبية الأساتذة وكميل حسن بذهبية 75 كيلو في بطولة آسيا للتربية البدنية وبقيادة البطل العالمي المدرب طارق الفرساني، كما كانت سعادتي كبيرة بفوز الماجد والحجي بذهبية التعاون في لعبة الطاولة. وأقولها بصراحة متناهية أنا أرفض التجنيس في الوسط الرياضي، كما أرفض أن ينافق قلمي إنجازهم مثل رفضي أن أكون مثل السمكة التي تسبح تارة على ظهرها وتارة أخرى على بطنها!

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 1822 - السبت 01 سبتمبر 2007م الموافق 18 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً