العدد 182 - الخميس 06 مارس 2003م الموافق 02 محرم 1424هـ

الشباب وقوة الكلمة

خليل عبدعلي خليل comments [at] alwasatnews.com

تجسيد الشباب للحوادث والقضايا التي تقع في المجتمع، وتعاملهم مع المؤثرات والعوامل التي تشكل وتبلور الحركة الشبابية يتم عبر عدة قنوات وفضاءات تمثل أطيافا واتجاهات متعددة، أشدها وصولا وبلوغا ما هو ناتج من «الشباب إلى الشباب». ولعل الحادث الأخير، وهو استنفار المجتمع الدولي، وتباين موقفه من قضية العراق، قد حفز الكثير من الشباب والجمعيات الشبابية إلى التواصل من جديد مع قضايا المجتمع وعالم الكبار، وشجعهم أن يفكروا بصوت مرتفع، ويشاركوا الآخرين الحوار الثقافي السياسي.

المظاهرات ضد الحرب على العراق امتدت إلى وسط الطلبة والشباب في البحرين، وراحوا يعبرون بأشكال مختلفة لبيان رفضهم للحرب، وكان آخرها الأمسية الشبابية التي نظمتها لجنة الأطياف الشبابية في الملتقى الثقافي الأهلي بالتعاون مع جمعية الشباب الديمقراطي بعنوان: «لعينيك يا بغداد»، وطرحت لونا مختلفا بُنِيَ على الشعر الذي كتبه الشباب، والحوار مع أعضاء الوفد الذي زار العراق أخيرا.

وتساءل أحد الشباب عن الدور الذي بالإمكان أن يقوم به الشباب وأنهم «لا حيلة لهم ولا قوة إزاء الترسانة الأميركية»، ولكنه تغافل أن لدى الشباب أسلحة أخرى غير مادية تقوم على تحصيل العلوم والثقافة. وما كتبه الشاعر الشاب إبراهيم الشاخوري بهذه المناسبة، هو مثال لما يمكن للشباب أن يواجهوا به أقوى وأعتى الأسلحة الفتاكة، وهو بقوة الكلمة وتأثيرها.

الشباب في المجتمع هم وقوده وطاقته المتجددة، ورئته التي تتنفس هواءا نقيا، ولابد أن تستثمر هذه الطاقة بشكل إيجابي وفعّال يخدم المجتمع ويسير به إلى طريق التقدم والازدهار. إن استغلال إمكانات الشباب في الاتجاه الصحيح لا يتأتى بتقديم الأفكار والبرامج التي تستهدف أهدافا قصيرة ولا تبحث في المشكلات والأسباب المؤدية إلى تراجع الشباب، وإنما الانطلاق برؤى تلامس الواقع وترصد احتياجات الشباب وتطلعاتهم في الحاضر والمستقبل.

تعالي نصلي...

فهذا المساء سيشعل في جرحنا

رغبة للبكاء

و كل الوجوه تحاصرني،

تنذر الجرح حجا طويلا...

إلى كربلاء

تعالي ففي داخلي قافلات

من التيه تسكب في الرمل

طعم العناء

تعالي...

توقف...

وحدق، ففي الأفق نور شحيح

يهربه الغيم عند المساء

و كل الدروب إذا ما انتهت...

تمخضت الأرض عن ألف دربٍ

لنمشي عليها...

لنزرعها بالبقاء

اذا ما بكيت، فهل تعذريني؟

لماذا تريد الرحيل إلى الانطفاء؟

لماذا تفتش في الدمع عن كهف خوف

لترقد فيه كدبٍ مريضٍ بفصل الشتاء؟

لم يعد ينفع اليأس، ولا ينفع الاختباء...

فلا تبتئس... وابتسم... فبعد المساء الضياء

ابتسم... فنحن هنا... مؤمنين بعزم البقاء

شعر: إبراهيم الشاخوري

العدد 182 - الخميس 06 مارس 2003م الموافق 02 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً