يعيش الاتحاد البحريني لكرة القدم حاليا في دوامة وربكة ليس لهما ما يبررهما، ولا نعرف حتى الآنَ ما الذي يريد الاتحاد الوصول إليه من خلال ما يقوم به من تأجيل في المسابقات والمباريات، وكأنما كارثة حقيقية قد حلّت عليه بعد تغيير نظام تصفيات كأس العالم، وهذا إنّ دل على شيء فإنما يدل على عدم وجول التخطيط السليم والقدرة على التأقلم مع الظروف المفاجئة كما هو الحال مع التصفيات العالمية.

ومنذ أن أعلن عن النظام الجديد طلب الاتحاد تأجيل مباراة منتخبنا مع ماليزيا، بسبب قصر فترة الإعداد وتزامنها مع شهر رمضان، بالإضافة إلى مشاركة المنتخب الأولمبي في التصفيات الآسيوية، أضف إلى ذلك أنّ الاتحاد قام بتأجيل انطلاقة بطولة الدوري بسبب المشاركات الخارجية على حد قول مسئوليه، والآنَ يدرس إقامة بطولة تنشيطية بعد تأجيل بطولة الدوري، وكان قبلها قد ألغى بطولة كأس الاتحاد التنشيطية، فهل منتخبنا هو الوحيد الذي فوجئ بنظام التصفيات الجديد، وهل مباراة واحدة تفرض علينا كل ذلك، وتحدث في صفوفنا كل هذه الربكة التي لا ندري ما الذي سيكون بعدها!

المنتخبات الخليجية تعيش معظمها الظروف نفسها من حيث المشاركات ودخول شهر رمضان، ووجود بعض لاعبيها مع المنتخب الأولمبي، لكننا لم نسمع عن حدوث ما يحدث معنا هنا من طلبات تأجيل المباريات، أو تأجيل الدوري المحلي بل انّ الدوري في بعض الدول الشقيقة قد بدأ والبعض الآخر قد دخل في أجواء الموسم من خلال البطولات التنشيطية، أما نحن فحتى الآنَ لا نعرف الموعد الحقيقي لانطلاقة أية بطولة من بطولات الموسم.

تأجيل الدوري سيربك كثيرا الأندية التي بدأت إعدادها في وقت مبكر استعدادا للمسابقة، وتأجيل البطولة سيكون ثقيلا على الأندية واللاعبين الذين سيصابون بالملل من كثرة التدريبات من دون مباريات رسمية، وهذا ما حدث فعلا في الموسم الماضي عندما تأخر انطلاق المسابقات فشاهدنا موسما لا لحم فيه ولا دسم.

على اتحاد الكرة أنْ يعيد النظر في كثرة تأجيل المسابقات، وأنْ نعوّد أنفسنا على التأقلم مع هذه الظروف والاستفادة منها بدلا من التأجيل المستمر الذي لن يكون في صالحنا، والأهم من ذلك أنّ الالتزام بالمواعيد من أهم أساسيات التطوير الذي نبحث عنه هذه الأيام.