العدد 1819 - الأربعاء 29 أغسطس 2007م الموافق 15 شعبان 1428هـ

العملاق الهندي تاتا (2/3)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وفي إتجاه تطوير أنواع السيارات التي تنتجها، أعلنت مجموعة شركات «تاتا موتورز» في منتصف العام 2006، أنها تخطط للبدء قريبا في إنشاء مصنع لها في منطقة غرب البنغال، والذي سيتم تخصيصه لإنتاج سيارة عائلية جديدة، لن يزيد سعرها عن 2000 دولار. وتعد تاتا موتورز»، إحدى أكبر الشركات الاستثمارية في شمال البنغال، التي تشهد نموا متزايدا في استثمارات القطاع الخاص، منذ أن سيطرت عليها الحكومة في فترة السبعينات.

وأكد رئيس المجموعة راتان تاتا، أن مجمل استثمارات الشركة في المصنع الجديد ستبلغ 220 مليون دولار، وتوقع حينها أن يباشر المصنع الجديد إنتاجه خلال عامين على أكثر تقدير. وأشار إلى أن السيارة الجديدة، التي تتسع لخمسة أفراد، مازالت تخضع حاليا للاختبارات في مدينة «بوني» بغرب الهند، للتأكد من مطابقتها للمواصفات.

وأضاف راتان تاتا أن الشركة تهدف إلى طرح السيارة الجديدة في السوق، بسعر 100 ألف روبية (حوالي 2200 دولار)، ما يجعلها أرخص سيارة في الهند. وقدرت بعض المصادر قيمة تلك السيارة بحوالى 2500 دولار. وستدخل السيارة في منافسة مباشرة وقوية مع السيارة «ماروتي» والتي تقوم بإنتاجها إحدى الشركات التابعة لشركة «سوزوكي» اليابانية بأحد مصانعها في الهند، إذ كانت تباع كأرخص سيارة في السوق الهندية حينها، التي كانت تباع بنحو 225 ألف روبية، أي ما يوازي خمسة آلاف دولار. وكانت شركة «سوزوكي» قد قالت في وقت سابق، إنها بوسعها الاستمرار في إنتاج أرخص سيارة في العالم، وهي السيارة «ماروتي 800»، على رغم إعلان «تاتا موتورز»، أكبر منافسيها في السوق المحلي، عن عزمها إنتاج سيارة أقل سعرا.

ونقلت صحيفة «ذي إيكونوميك تايمز» اليابانية عن المدير الإداري بشركة سوزوكي إشينزو ناكانيشي، قوله «إن شركته ستواجه التحدي الذي تشكله شركة تاتا». وقال ناكانيشي «إذا كانت (تاتا موتورز) تسعى لذلك، فما الذي يحول دون نجاح سوزوكي؟».

يذكر أن «فيات» أعلنت قبل أسبوعين أنها ستنتج في آسيا اعتبارا من العام 2008 سيارة رخيصة سعرها 2200 دولار فقط وسيتم إنتاجها لدى شركة «تاتا» التي ترغب في تسويقها أيضا في أميركا اللاتينية.

أما رئيس تاتا فلم يفصح حينها عن أية تفاصيل أخرى تتعلق بحجم الإنتاج السنوي المتوقع للسيارة الجديدة، كما لم يتضح ما إذا كانت الشركة ستقوم بطرح إنتاجها من هذه السيارة بالأسواق الخارجية، أم ستكتفي بتسويقها محليا. لكن من المتوقع أن يتيح المشروع الجديد لشركة تاتا، أكثر من 10 آلاف فرصة عمل جديدة، سواء في المصنع، أو في الصناعات المكملة.

وتحتل «تاتا» المرتبة الأولى على صعيد إنتاج المركبات الصناعية في الهند، والمرتبة الثانية على صعيد إنتاج السيارات السياحية خلف «سوزوكي وماروتي»، وقد بلغ حجم إنتاجها في العام 2005 ما مجموعه 426،000 وحدة، وتقوم «تاتا» بتسويق منتجاتها في العديد من الدول الأوروبية والشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرق آسيا وأستراليا.

هذه النجاحات هي التي تدفع شركة «تاتا موتورز» نحو تقوية إدارة التطوير والأبحاث في الشركة، وتجعلها في وضع مالي يبيح لها رصد مئات الملايين من الدولارات كي تصمد هذه الإدارة، ومن ورائها الشركة، في وجه المنافسة العالمية في ميدان صناعة السيارات، فوجدناها تعلن في يونيو/حزيران 2007 عن عزمها تصنيع أول سيارة فى العالم تعمل فقط بالهواء المضغوط. . وقد نجح مهندس سابق في سباقات «الفورمولا واحد» وهو غاي نيغر من الشركة الفرنسية (MDI) في تصميم محرك – لصالح السيارة التي تزمع تاتا إنتاجها - قادر على دفع السيارة إلى سرعة 110 كلم في الساعة.

وأطلقت شركة تاتا على الطراز الجديد اسم سيارة الهواء (Air Car)، وتقوم الفكرة الأساسية من وراء تصنيعها، على عدم إنفاق أكثر من دولار في الـ100 كلم. ويعمل المحرك عبر تحريك اسطواناته بالهواء الموجود في الخزان، على أن يعاد ضغطه وإعادته إلى المحرك من جديد وحقنه بواسطة ضاغط هواء، وهو ما يعني أنّها لن تبعث بأي غاز بما فيه ثاني أوكسيد الكربون. غير أنّ ذلك ليس دقيقا تماما إذ أنّ شحن المحرك بالهواء، يتمّ باستخدام الطاقة الكهربائية وهو مايعني حرق الوقود التقليدي.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1819 - الأربعاء 29 أغسطس 2007م الموافق 15 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً