يرى البعض أن من أسباب بقاء «إسرائيل» جاثمة على خريطة المنطقة طوال نصف قرن ومقدرتها على إدخال الرعب في نفوس حكام المنطقة قبل شعوبهم يتمثل في تنامي قوتها العسكرية وحصولها على الدعم اللا محدود من أميركا. فيما يرى البعض الآخر أن الكلام السابق بمجمله صحيح وواقعي، لكنه ليس السبب الوحيد، إذ إن القوة والدعم سالفي الذكر لم يجلبا لـ «إسرائيل» في عدوانها الأخير على لبنان في الصيف الماضي الا الخسارة، إذ منيت بهزيمة وذلة على يد جماعة لا تعدل «مثقال خردل» أمام جيشها من ناحية التسلح والعديد.
لكن السبب الأقوى لبقاء هذا «الكيان» يتمثل في «الديمقراطية» التي تمارس فيه، فالكل هناك يخضع للقانون والمحاسبة، كما أن التحقيق يطول الجميع من دون استثناء من أصغر مسئول إلى الرئيس ورئيس الوزراء وقادة الجيش وقادة الأحزاب. فيكفي أن ترصد خلال الأسبوع الماضي حدثين يدلان على ذلك، إذ ذكرت صحيفة «هآرتس» الأحد الماضي أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت اضطر إلى إلغاء عطلته المقررة إلى إيطاليا بعدما أدرك جهاز الأمن الداخلي أن كلف ترتيباتها الأمنية تبلغ مئات الآلاف من الدولارات. وكان أولمرت قرر عدم قضاء عطلاته في داخل «إسرائيل» لأن الاحتياطات الأمنية المصاحبة للرحلة تتسبب في إزعاج آلاف المستوطنين.
وقبل ذلك بثلاثة أيام صدمت إحدى سيارات موكبه طفلة إسرائيلية في العاشرة من عمرها لعدم انتباهها لحركة المرور، فتنقل على عجل للمستشفى فيبادر أولمرت للاطمئنان عليها. فماذا يقول قارئنا العزيز في هذه الآراء؟
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ