لم تمض ساعات على اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق لبحث الملف الأمني الشائك بين البلدين وجهود تحقيق المصالحة في بغداد، حتى فاجأ الرئيس الأميركي جورج بوش العالم بإطلاق تصريحات تنال من ثقة الولايات المتحدة في حكومة بغداد.
إذ قال بوش أمس انه على رغم بعض «خيبة الأمل» بالقادة العراقيين إلا أن الناخبين العراقيين هم الذين يقررون استبدال المالكي. وأضاف «هناك درجة من خيبة الأمل بالقيادة (العراقية) بشكل عام».
وجاءت تصريحات بوش مكملة لتصريح اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي قالا فيها إن على رئيس الوزراء العراقي أن يرحل إذا فشل في «فرصة أخيرة» لتحقيق مصالحة سياسية في العراق.
واستبق البيت الأبيض لقاء المالكي والأسد قائلا إن رئيس الوزراء العراقي سينقل رسالة قوية إلى السوريين مفادها توقفوا عن السماح لمقاتلين أجانب بالتسلل إلى العراق.
وقد شكل هذا الأمر إحراجا للمالكي الذي رد بغضب أمس قائلا «انه يحمل رسالة العراق ولا يحمل رسالة أحد. جئت أحمل ملفات للتفاهم بشأنها».
التحرشات الأميركية على المالكي تعني أن واشنطن تمارس ضغطا سياسيا ونفسيا عليه لتطبيق أجندة معنية تخصها داخليا وعلى محور دول الجوار وعلى المالكي الانسياق وراء تلك الرغبات الأميركية وإلا فإنه سيواجه بتحركات تطيح بحكمه لصالح قوى أخرى علها تحقق بعض ما يرغب فيه بوش بشأن العراق والمنطقة.
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1811 - الثلثاء 21 أغسطس 2007م الموافق 07 شعبان 1428هـ