طالعتنا الصحف المحلية أخيرا بخبر متميز بشأن عملية زراعة كبد ناجحة لمريض سعودي تمت بالتعاون بين مركز يوسف خليل المؤيد لأمراض وزرع الكلى في مجمع السلمانية الطبي، والمركز السعودي لزراعة الأعضاء. ونتج عنها تماثل المريض السعودي للشفاء بعد حصوله على كبد بحريني متوفى دماغيا تبرع ذووه بأعضائه لمرضى الفشل العضوي سواء في السعودية أو البحرين.
عندما تقرأ هذا النوع من الأخبار، لا بد أن تصاب بشعور من الراحة والرضا، وبأن الدنيا لا تزال بخير، وبأن العطاء لا يتوقف عند حد.
تذكرنا عملية الزراعة تلك بعمليتين سبق أن أجريتا في البحرين لزراعة كليتين من متوفين دماغيا. توفي أحد هذين المتبرعين دماغيا في السجن منذ عدة سنوات، فقرر أهله بعد الرجوع لاستشارة علماء الدين الموافقة على التبرع بكليتيه لمريض آخر محتاج إليهما. تمت العملية بنجاح كبير، وكرمت وزارة الصحة العائلة المتبرعة، ونقلت الصحف كلمات الأب حينذاك وهو يقول « أتمنى أن يكفر هذا التبرع عن سيئات ولدي ويجعل حسابه يوم القيامة خفيفا».
أن يصل المرء للموافقة على التبرع بأعضائه لشخص آخر بعد وفاته دماغيا... هو أمر متقدم جدا، أخلاقيا وإنسانيا وفكريا أيضا. وخصوصا في مجتمع لم يتعود كثيرا أن يشهد هذا التغيير في المفاهيم. غير أنه ليس من المستبعد أن تجد قصصا راقية من هذا النوع في مجتمع كالبحرين، والذي لم يكن ليرفض العطاء يوما، حتى لو كان عطاء من نوع آخر.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1811 - الثلثاء 21 أغسطس 2007م الموافق 07 شعبان 1428هـ