دخل الجيش اللبناني بوتقة اللاخروج النهائي الذي لم يفكر في افتراضه عند بدء القتال في مخيم نهر البارد قبل أربعة أشهر مع تنظيم «فتح الإسلام»؛ والذي لم يسطع حتى الآن قلب الطاولة، وكل ذلك إن دلّ على شيء فإنما يدل على ضعف البنية العسكرية اللبنانية التي لا تستطيع أن تقف في وجه هذا التنظيم الغض وهزمه في معركة أشبه ما تكون بالأفلام الكارتونية فما بالكم بالوقوف في وجه «إسرائيل» إن هي أرادت العدوان مرة ثانية على بلد الأرز؟
إدخال الجيش في أتون معركة غير متكافئة يعبّر عن تلك النظرة المتسرعة القصيرة للواقع التي قذفت أبناء لبنان - سواءٌ أكانوا مسيحيين أم مسلمين - في معركة غير معلومة تاريخ الانتهاء فـ «الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود». وجاء تصريح الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله وانتقاده التسرع، مبديا أسفه لإلقاء أبناء لبنان كلِّه رغبة في إرضاء طرف دولي يسيّر الحكومة اللبنانية كيفما يشاء، كاشفا عين الحقيقة التي لن تغيب.
إلا أننا نفاجأ في كل يوم بتصريحات شتى تضع الشمس في يد والقمر في يد أخرى، كأن الأمور تقف على مجرد التخمين واختيار الكلمات المنمقة التي لا تجدي نفعا في مثل هذه المواقف التي تحتاج إلا إلى وقفة صدق مع الذات قبل أي شيء؛ لذلك سيكون الاعتراف بالعجز قبل كل شيء باب الولوج الأول نحو الخروج النهائي من هذه الأزمة التي أوقع الجيش نفسه فيها باستعراض العضلات تارة واستعراض التصريحات تارة أخرى.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الحداد"العدد 1809 - الأحد 19 أغسطس 2007م الموافق 05 شعبان 1428هـ