ليس من المستغرب أن تستثير ندوة «الوسط» الأخيرة عن الاستقلال، حماس الكثيرين، وخصوصا الشباب، الذي وعى أخيرا على حقيقة أن 16 ديسمبر/ كانون الأول الذي تحتفل به البلاد أيما احتفال كل سنة، إنما هو احتفال بعيد الجلوس فقط، وليس احتفالا بخلاص البحرين وشعبها من المستعمر البريطاني، كما تراود إلى ذهنه وتركز طوال سني عمره.
هل نلوم الشباب لجهلهم بتاريخ بلادهم؟ أم على من يقع اللوم؟... قيل على الإعلام... وقيل على المناهج، وأيا كان السبب والمسبب فإننا لن نخرج عن نص «التغريب» الذي يبدو جليا أن هناك من تعمد أن يمليه علينا، ونحن بدورنا تقبلناه «على علاته» ولم نحاول أبدا النأي عن نطاق «التلقين والحفظ» إلى مجال البحث والاستقصاء، فبلعنا الطعم، غافلين عن أن جهلنا ذلك أودى بتاريخ كامل، يعود إليه أصلنا ويكشف عن انتمائنا الحقيقي لهذه الأرض الطيبة.
إذا، نحن طرف مسئول في «تغريب» أنفسنا، وعلى هذا لا يمكن تجاهل دور الأطراف الأخرى، وهي الأقوى. وعلى ما يبدو أن «يوم الاستقلال» ما هو إلا مفتاحا لتاريخ مطموس بقصد أو غير قصد، ومن أراد أن يشكل هويته البحرينية الأصيلة فعليه بنبش ذاكرة رجال عاصروا الماضي بحلوه ومره... رجال هم أساسا يشكلون تاريخا مسخ بحجبه عن الضوء، فإما أن نفلح ونكون بحرينيين حقا، ولن يكون لنا ذلك بمعزل عن الحكومة وتوجيهاتها بـ «إعادة إحياء تاريخ البحرين القديم/ الأصيل»، أو نسقط ونعيش أشباه بحرينيين.
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1808 - السبت 18 أغسطس 2007م الموافق 04 شعبان 1428هـ