لطالما استخف الغرب وخصوصا الولايات المتحدة بالقوى الصغيرة التي برزت تتحدى ذوي القدرات العظمى في العالم. كانت النهاية في غالب الأمر خسارة مهينة تمرغ وجه الكبار في التراب.
ويكمن أكبر مثال على ذلك ما حدث في لبنان، حين استخف الكيان الصهيوني بقوة حزب الله وأعلن الحرب عليه مع أن هذا الكيان هو خير العرافين بالقوة الكامنة لدى حزب الله، وذلك من خلال تجارب مضت وأثبت أن هذا المقاومة اللبنانية قوة ولا يستهان بها. ولكن السذاجة التي تهبها القوة لحاملها أدت إلى الاستخفاف برباطة جأش المقاومة اللبنانية، وكانت النتيجة هي الخسارة المحتمة، وهزيمة أقوى سلاح جوي في المنطقة بأسرها.
يقول الخبراء دائما: «إذا أردت أن تعرف سياسة قائد فانظر إلى أتباعه»، من ذلك إن أردنا أن نعرف سياسة أميركا فلننظر إلى «إسرائيل»؛ لأنها النسخة المصغرة لأميركا.
وعلى ما يبدو إن الفرق معدوم بين الاثنين (التابع والمتبوع) فكلاهما يستخف بقوة خصومه ويتفاجأ بالمقاومة الشرسة التي بإمكانه أن يبديها. وأبسط مثال على ذلك ما يجري في العراق وأفغانستان.
من ذلك ندرك أن من المخزي على قوة عظمى أن تستخف بأخرى وخصوصا إن كانت عدوة سابقة؛ لأن هذا الاستخفاف هو قمة الغباء؛ لذلك فلن يوصلها إلا إلى التمرغ في التراب كذبابة مريضة. من هذا المنطلق يبدو جليا أنه إن لم يرتدع الغول الأميركي عن غطرسته على الدب الروسي فستكون عاقبته كطفلته المدللة «إسرائيل» ممرغا في تراب العار.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1808 - السبت 18 أغسطس 2007م الموافق 04 شعبان 1428هـ