لأن الكرة البحرينية وجماهيرها أشبه بـ «الغرقانة» بعدما حدث للمنتخب الوطني من إخفاق ذريع في كأس أمم آسيا الأخيرة فإن الكثيرين باتوا يتعلقون بأية قشة لإنقاذ وتغيير الواقع الكروي الصعب منذ زمن طويل.
ومن ضمن بوادر الإنقاذ خطة واستراتيجية تطوير الكرة البحرينية التي أعدها الاتحاد البحريني لكرة القدم بالتعاون مع الاتحاد الدولي «الفيفا» ووضعت أطرها وخطوطها الرئيسية ورفعت إلى سمو ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة التي باركها وأكد دعمه لها.
نحن لا نختلف مع الهدف والطموح وراء هذه الخطة وما تحظى به من اهتمام ودعم، لكننا وانطلاقا من حرصنا على دعم وإنجاح هذه الخطة فإننا نتوقف عند بعض النقاط العشر التي تضمنتها الخطة ونراها بعيدة من واقعنا ومشكلاتنا الحقيقية وترتبط بجميع نقاط الخطة.
ولا يختلف اثنان على أن المنشآت وضعف البنية التحتية الرياضية هي «المرض المزمن» الذي نعاني منه منذ إنشاء رياضتنا العريقة فضلا عن قلة الدعم المالي الحكومي وغياب دور القطاع الخاص وتواضع إمكانات الأندية، ولعل جميع مشكلاتنا الرياضية ونتائجنا السلبية ترجع إلى تلك الأمراض المزمنة التي مازالت تنتظر من يعالجها!
لنتأمل في بعض «النقاط العشر» لنلاحظ الكرة النسائية التي مازلنا نبحث عن موقعها من الإعراب في خريطتنا الكروية والتي كانت تشكل عبئا على كاهل رياضتنا المثقلة بالهموم، ولا نعلم مدى ارتباطها بإنقاذ ورفع مستوى الكرة البحرينية على صعيد المنتخبات والأندية، في الوقت الذي نلاحظ فيه عدة دول مهتمه ومتطورة كرويا من دون أن تعترف وتهتم بالكرة النسائية التي يمكن فتح ملفها في مرحلة لاحقه بعد تحسين البنية التحتية.
ومن بين النقاط «التسويق» فهذا الجانب على رغم أهميته فإنه لا يمكن أن يأتي في أولويات مرحلة النهوض بالأساس الكروي لان التسويق الرياضي يحتاج إلى ظروف وعوامل مناسبة تساعد على استثمار الجانب التسويقي في دعم الحركة الرياضية... فأية شركة ستتقدم لرعاية رياضية أو خصخصة ناد وهي ترى أندية متواضعة بلا منشآت وامكانات!
وهكذا دواليك... ونقاط أخرى مثل الحكام والمسابقات، لذلك كان يفترض بالقائمين على هذه الخطة شرح الأمور على حقيقتها أمام مسئولي «الفيفا» ليتم وضع الحلول الحقيقية وليست الترقيعية.
ونؤكد هنا انه إذا كانت هناك رغبة جادة ونية فعلية لتحسين مستوانا الكروي فان الأجدى توفير البنية الأساسية للرياضة البحرينية التي يمكن من خلالها الانطلاق نحو التطوير بدلا من اللف والدوران في حلقة مفرغة طالما ابتعدنا عن الأسباب الحقيقية.
قديما، عندما تختلط الأمور وتضيع الحلول كان أجدادنا وآباؤنا يقولون «ضاعت البقرة» وهو ما نخشى أن يصيب خطة التطوير الكروية!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1808 - السبت 18 أغسطس 2007م الموافق 04 شعبان 1428هـ